إِلَيْها..

السّابع من فبراير؛

يا قُرّة عيني؛ إليَّ إليّ..
تبسّمي، بثّي فيّ  الحياة، أنيري ما انطفأ من مناراتٍ في روحي.. كوني البدرَ شاقاً دياجيَ ليلي، اغدِقي جمالاً؛ يا ابنتي وروحيَ التي بينَ جنبيّ. غنّي، ترنّمي يا مُنايَ وطرَبي في حياةٍ محضَةِ البؤس. هِبينا -أنا وأباكِ- خلوداً بكِ يا حُلوتي.
-
ثغركِ يا جميلَتي، آيُكِ الفردوسيُّ المنزّلُ فيه -على هيئة بسمة- ؛ كالرّيحِ يهبّ عليّ مُخمِداً جحيمَ خوْفي. أتيتِني من اللهِ أماناً، ولأبيكِ حناناً، وللعالمِ لطفاً.. وهُو الحقّ الذي أنزَل فيكِ كلّ هذا، فسُبحانه..
مُذ أنعمَ الله عليّ بأن أرى جمالهُ متجلٍّ فيكِ وأنا في حيرةٍ من أمري. ما السرّ المكنونُ خلفَ خدّكِ الأسيل؟ أوارِثٌ لإستبرقِ الجنّة؟

أمّا دمعك، ذلكَ السَلسبيلُ الذي شقّ مجاريهِ على صدري.. أابنُ الكوثرِ هو؟ كيفَ له أن يكونَ غيرَ أُجاجٍ .. أن يكونَ عذْباً مُسَكِّناً لأوجاعي ومَسْكَناً لسُهادي؟

وعينيكِ يا صغيرَتي، أرىٰ فيهِما قصائدَ والدكِ وجمالَها.. يا حوراءَه، بلواحظكِ تبلجُ لغةُ أبيكِ ومشاعره.
-إيهٍ يا بريقَ عينيها، حدّثني عن ذاك النّور المُتأصّل بابنتي، بالابنة الملائكيّة لإنسيّةٍ جافّةٍ كإيّاي. حدّثني كيْ أهيمَ بالنّور الفردوسيّ وأسمو -بها-.-

وشعركِ ليسَ سوى قطعةٍ من الليلِ الأليلِ التي ما انفكّت تُداعبُ عنقي. وخبّأت في سوادِها كلّ ترحي وهمّي.
أما صورَتكِ، فما هيَ إّلا انعكاسٌ مُعسجدٌ لصورةِ الشّمسِ.
-
اليومُ الذي خطوتِ بهِ خطاكِ الأولىٰ، مشيتِ على جُروحي.. عافَيتِني من ندوبي. استندتِ عليّ واستقامَت الحياةُ فيني، شددتِ القبضةَ بيَدِكِ الصغيرة على طرفِ اصبَعي،، وبهذهِ القبضةِ يا مَلاكي لخّصتِ لي إجابةَ السّؤال الأبديّ "لِم أنا على قيدِ الحياة؟" لكِ، لكِ أنتِ وكَيْ أحبّك فقط.

عندما تتسارعُ خطواتكِ نحوَ والدكِ، وحالما ترمينَ نفسكِ في كنفهِ مُختبئةً من الحياة.. في ذلكَ الحينِ أرىٰ التحامَ كونَيَّ معاً، أشمُّ رائحةَ الحبّ والنّعيم، انتماءُ روحيَ لكما ينضحُ من عينيّ. أنظرُ سعادَتي وحُزني وكلّ حياتي بضمِّه لكِ إلىٰ صدره، يتراقصُ عمري أمامي بتناغمِ ضحكتَيْكِما معاً.

لا أزالُ أذكرُ الخفقةَ الأولى لقلبي عِندما سمعتُ "ماما" منكِ. ياه.. كم تباهيْتُ بحبّكِ لي أمامَ أبيكِ! وبأنّكِ نطَقِتني قبل أن تنطُقيه، بيومٍ واحد.
-
علّكِ لا تذكرين، ولكنّنا -أنا وأبوكِ- نذكرُ جيّداً، نذكرُ تلكَ الليالي الطِوال التي زادت طولاً ببُكائيّاتكِ غير المعروفةِ السّبب. والدكِ يذكرُ المراتِ الكثيرةَ التي بكيتُ فيها معكِ بسبب شعوريَ بأنّي لا أصلحُ لأن أكون أمًّا لملاكٍ كإيّاكِ. نذكرُ الليالي التي كُنتِ فيها كجسرٍ ممدودٍ بيننا، والصباحاتِ التي بدأت بنورِ الله مُنبثقاً من ضحكتكِ.
-
يا ابنتنا وقصيدَتِه وكلّ نَثري،
كلّ عامٍ وأنتِ لحياتِنا النورُ والزّهر🦋🌸..

-أمّكِ.
في السّابع مِن فبراير
يومُ ميلادكِ -عيدُ حياتي- السّادس.

تعليقات

المشاركات الشائعة