عيدٌ ووَطنٌ وغُربة

بعيدةٌ عن كلّ أوطاني..
عن حضْنٍ وشمسٍ تربتُّ على كتفي بحنانٍ.
عن ملاكٍ وجنّةٍ تقبعُ أيسرَ صدْري.
عن أمٍّ ووَطن، عن وطَنٍ وأم.
ذلكَ الشّعور المُرهق يجتاحُني، شعورُ البُعد عَن كلّ ما ملكتُ قطّ من حنان؛ ما جعلَني أهيمُ في غَيهبِ الدّنيا. أخوضُ الموتَ كلّ ليلةٍ وأنا وحْدي. آهٍ كَم أتوقُ لدفءِ الشّمس هُناك، وللدّفء المُنبعثِ مِن بينِ شفتيْ أمّي.. ينقبِضُ فؤادي كلّما تذكّرت صباحاً أنّي لا أستطيعُ أن أطبعَ تلكَ القبلة السّريعة على خدّها، وتُغرقني الغُربة بوحشتها اختِناقاً دون ذاك الهواء المشبّع بالحُب.
وكأنّي تركتُ ثُلثا قلبي في الكُويت، وفي كنَفِ أمّي؛ وأخذتُ ما تبقّى مِنه حِملاً ثقيلاً بينَ أضلُعي..
لا أدرِ كيفَ تركتُ لا وطنًا واحِداً؛ بَل اثنين..
كيفَ تملّكتُ ما يكفي مِن طاقةٍ كيْ آتي هُنا دونَ وطَن. مُشرّدةً أبحثُ عَن بقايا حبٍّ مُبعثرةٍ في أنحاءِ صدْري.
عليَّ أنْ أعودُ لأوْطاني كي أتزوَّد حبّاً وعطْفاً واحتواءً بما يكْفي للنّجاةِ مِن غُربتي.
-
أسمعُ بالعيد، ولكنّ بُعدي أهدانيَ لوْعةً سلِبت مِنّي أبسطَ معانيه. أشعرُ بالعيدِ في عقل تلكَ الطّفلةِ التي تسكنُ روحي، الطفلةُ التي ما زالَت متمسّكةً بـ"شيلة" أمّها، والتي ما زالت تغنّي أغانٍ وطنيّةٍ كلّ صباح، تلكَ الطفلةُ التي ما عدتُ هي، هيَ التي أحيَت ما تبقى مِن عيدٍ فيّ.
-
مُنىٰ والكُوَيْت.. قَلبي مملوءٌ بكُما، وما أقدمتُ على عمَلٍ إلّا وأنا أقصدُ ردَّ الجميلِ مِن عطاياكُما، وكلُّ ما يحويهِ هذا القلبُ المُتعبُ مِن حبٍّ فهوَ لكُما ومِنكُما..

٢٥فبراير٢٠١٩| 🇮🇪.
❤️🇰🇼..

تعليقات

المشاركات الشائعة