أنتَ

كأُغنِيةٍ أتيتَ، كصوتِ أمٍ بكامل دِفئه في ليلةٍ باردة.. هكذا حضَرتَني.
وهبتَني السّبب كيْ أكتُب، أزحتَ ما كان يرقدُ على صدري مِن ألمٍ وترَح. انتشلتَ روحي مِن غياهِب غُربتها. وهَبتني الوطَن الذي أشتاق، حتّى ما عدتُ أشتاقه بجِوارِك.

تبتَسِم؛ فأشعرُ بقَلبي كاسِراً أضلعي كَيْ يرتَمي بينَ أحضانِك. تَضحَك؛ فأحسّ بنَشوَة الطّرب. تتألّم؛ فوكأنّ جهنّم تلتهم فؤادي.
يا ضنوَ قَلبي؛ إيّاك والهِجران. قلبي عليكَ كقلوبِ أمّهات الأرضِ أجمعين.. برّ به، صِلهُ بكلِمةٍ، بحرفٍ. هوّد الاضطراب المُشتعل في أحشائي، هدّئ رجفةَ كفّي بدفْء كفّيْك. لا تخلُق رسولاً بينَ قلبَيْنا؛ ألا تكفيكَ تلكَ الابتسامة غير المُبرّرة؟ الابتسامة البلهاء التي لا أكفّ عن إلحاقها بتعليل الـ"لا شيء"؛ إن التعليل الحقيقي هوَ وجودُك، ذلك الظلّ اللطيف الذي أراهُ أمامي عِندما تُرافِقني، هو السّبب.

لا أتطلّع لشيءٍ في يومي سِوى لِقاك، يومٌ دونَ صوتِك لا يُحسب مِن أيّام حياتي. أنتظرُ أحاديثَنا الصغيرة، أحبّ حريّتي التي تتراقصُ في نَفسي وأنا معك؛ أشعرُ بأنّي أنا.
مرآكَ فرح. وأنا كالطّفل أحوّل كلّ فرحٍ لعيد.
رؤياكَ عيد؛ عيدٌ يوميّ ما انفكّت أنفاسي تشكرُ اللهَ عليه مُذ أوّل لحظة.
"وا فَرحَتي بكَ فرحَة الطّفلِ الذي
يلهو ويخلقُ كلّ يومٍ عيدا"
-إبراهيم ناجي.

إنّي أبحثُ عن المتى والكيف في حبّك، فألقاني أعودُ إلى حيثُ بدأت؛ فالسّبب يقتصرُ عليكَ أنت، لا على الزّمان والمكان ولا على الأسباب الأخرى؛ بلْ لأنّك خُلِقتَ كيْ أحبّك، كيْ أخلقَ الكثيرَ مِن الأعياد مِنك، كي أحيا بوجودِك، كي تُعوَّض جميع آلامي بأقلّ ابتسامةٍ مِنك، كَي أبتعدَ عن الكثير وأكونَ مِن قليلِ العاشِقين معك.. كَي أستعجِل جمال الجنّة بحُسنِكَ أنت.

أضنَتني الكتابةُ يا حَبيبي؛ سأختَصِرُ اختلاجاتَ روحي بأُغنية سيرة الحب لأم كلثوم.
"وقابلتك أنتَ لقيتَك؛ بتغيّر كلّ حياتي"💕

تعليقات

المشاركات الشائعة