أي ربَّ الجمال

أعتذر..
أعتذرُ لأنني لم آتِكَ إلا مهشّمةً ومليئةً بالجراح
ولأنكَ لم ترَني يوماً وأنا أشعّ حياةً،
أعتذرِ لأنني أتيتُك فقط عندما شعرتُ أن موت الفؤاد يداهمني،
بعد أن رمَتني الدُنيا في شوارِع القدر، مشرّدة.
أتأسفُ جداً على شنيع أفعالي.. وعلى وجه الخصوص عِندما أحسستُ أني مهمّشةٌ غير مهمةٍ ولجأتُ إليك.. كي تُشعرني بالحبّ والانتماء. بأنني لستُ وحيدة.
لطالما كنتُ أنانيّة، ولطالما حاولتَ تهذيبي،، وما ارعوَيت.
آسفةٌ على ظني أنكَ قد تخذلني يوماً، أو ترحلُ لسمائكَ تاركاً إياي في ظلمات الحياة أعاني. أعتذر على أيام الجحد والقنوط التي مرَت دون أن أذكركَ فيها، وعلى صلواتي المتقطّعة وغير المهذبة. أنا آسفةٌ على جهلي بك. على نفوري وابتعادي وعلى كلّ سوءٍ فعلته قط. عرّفني إياك، دلّني.

فأنا صُنع يديكَ يارب.. وصُنع يديكَ طاهر. ولكنني لمّا أراني هكذا! لمَ مُدنّسةٌ أنا؟ لِم تُخالط روحي شوائب عُتمةٍ وذنب، تجعلني كما أنني لستُ روحاً من روحِك، وكأنّ الشيطانَ مدّ يدهُ فاستطاع اختراقَ نفسي.
عمِّدني، أو دلّني إلى التوبةِ أو بلّغني يومكَ المقدّس،
بأي طريقةٍ طهّرني.. أرجوك.
فأنا لا أقدرُ على تحمّل هذا العبء. الضوضاءُ أخذت تتفجّر في رأسي. بثّ فيني السكينة يارحيم!
-
تحبَبتَ إليّ وأنتَ غنيٌّ عني، ومسحتَ على رأسي وأنا غيرُ شاكرةٍ لنعمائك..
شكراً.. شكراً على تلكَ التفاصيل البسيطة التي تجلّيت فيها، شكراً على رسائلكَ التي أرسلتها إلي، على وجودكَ في ابتسامات الصغار وسطوع الشمس ودفء الغروب. شكراً لأنكَ تواجدتَ في كلّ جميلٍ حتى بيّنت لي أن الجمال أصلُ الحياة. شكراً لأنّك أسمَعتني كلمةً صغيرةً أو أرَيتني موقفاً أعاد لي إيماني. شُكراً لأنكَ أحببتني رغم أنَ قلبي اكتظ بغيرِك،
ولأنكَ مددتَ كفّك والتقطتني حالما ألقاني العالم في جبّ الضياع.

يا حبيب من لا حبيب له.. ويا طبيب العِلل الـ لا تشفى
داوِني. وبثّ في الحب وأنهر من صمّ أضلعي أنهارا.
أي ربّ الجمال.. خُذني إليك، وجمِّلني.

تعليقات

المشاركات الشائعة