جامع الضدّين

أيا أنت.
شتّتني، بعثرتني، وجمَعتني.
كيفَ لكَ أن تكون هٰذيْن معاً؟
أعني.. أن تكونَ دِفء الكنَف
وبرودة الشّتاء. في الآن ذاته.
أتعبتَني يا أنت.
أرانيَ في حضرتِكَ عيْنًا مُسْلَهِمّة، روحاً ضائعة، قلباً مذعوراً.
جمعتَ بيَ الضدّين الـ لا يجتمعان. كيفَ لكَ هذا؟
أن أكونَ مطمئنّةً وغير مطمئنةٍ في الآن ذاته. كيف؟
أراكَ ذاك الحُلم المتجسّد في آدم. وتلكَ الجحيمُ -التي لطالما أرعبَتني- ساكنةً فيه.
تكونُ تارةً الخلّ والحبيب والعالم بأكمله. وتارةً أخرى تجحدُ بي، تُصبح أقسىٰ من جروحٍ مضَتْ.
هل أتى بكَ الله أم أنكَ أتيتَ لوحدِك؟ من دلَّك عليّ؟
ويا تُرى أؤخبِرت أنّ من أنتَ مُقبلٌ عليها روحٌ هشّةٌ لا زالت تؤمن بالحبّ والسّلام على الرغم من مآسي العالم؟ ألم تدرِ أنّ هذه الفتاة قد حاربت يأسها طويلاً، وأنّها تحاول أن تبحث عن الحبّ في شتّى أرجاء الأماكن والأرواح والعيون. اعلم أن اليأس قد ابتلعها، ثمّ أتيتَ أنت..
كم تمنّيتُ أنّي يأست قبل يأسي، لكُنت أتيتَ باكِراً. ولكنّكَ هُنا الآن. أسعفتَ القليل ممّا تبقى.
واعلم.. أن هذي الرّوح قويّة. ولكنّها على شفا اليأس، ولا تحتاجُ سوى دفعةٍ صغيرةٍ من الحبّ كي تسقط. إيّاك. أرجوك.
يا نديميَ والقِتْل بروحيَ.. إيّاكَ وقَتلي وتنديمِ روحي.
يا مُسامِري ومؤنسي.. إيّاكَ وحبّ الغير،
إيّاك أن تصيّرني نَسِيْ.

تعليقات

المشاركات الشائعة