أنا آسفةٌ يا أمي.

إنكِ يا أمي..
عِندما تخليتي عنّي
ودفعتيني خارجَ أحشائكِ
عِندما وضعتيني بينَ يديكِ لأول مرةٍ
فإنكِ يا أماه لم تُحييني
بل أمتِّني..
قرنتِني بالموت.. بالرحيل.. بالخوف.
ربطتِ حياتي بكِ ، فإياكِ والرحيل..
-
عِندما أوديتي بي إلى هُنا..
إلى هذا المكانِ النتن..
فإنكِ قد صيّرتِني عرضةً للموت
للرحيلِ مرةً أخرى..
متّ مرةً حينَ وُلدت
وسأموتُ وأنا أحيا
كي أدنو من الموتِ ، وأنا ميّتة
أنتظر القَبض فقط.
-
ليتكِ يا والدتي تعلمين الغيب..
ليتكِ تعرفين أن هذا المكان غيرُ صالحٍ للتربية
غيرُ مناسبٍ للأطفال
إن طفلَتكِ يا أمي.. تموت.. تحتضر..
ليتكِ كُنت تعلمين أن الحروب آتية
وأن اضطهاد الأطفال سيَتفشى في الأرض
ليتكِ كُنت تدرينَ أن هذا العالم
لا يُسدد لقلبي سوى سهام الخوف والرعب
والحرب.
ليتكِ.. ليتكِ..
-
أنا آسفةٌ يا أمي..
آسفةٌ لأنني لم أعد أستطيع العيش
إنني أحتضر
أستشهد..
العالمُ يقتلني..
وأنا أروح ضحية الحرب الصامتة.
وأُهدي روحي فداءً للأطفال الضائعين
لأطفال الملاجئ والشوارع المهجورة
كي يعيشوا هُم.. أنا أموت.
أنا آسفة..
أنتِ أتيتِ بي لهذا العالم
وها أنا ذا.. أرحل
لأنني يا أمي ؛ طفلة
وهذا المكان/ مصنع الموت والشيب
لا يصلحُ لي..
سأعرج لأشبّ وأخلد شباباً.
أحبكِ يا أمي.

تعليقات

المشاركات الشائعة