عنه


بعد حبسةٍ كتابيةٍ طويلة، وبعد أن يبُسَت المعاني في جَوفي وتشقّق رداءُ الرّوح من هَولِ ما ستَر، قرّرت نفسي أن تمنَحني الحياةَ مجدّداً، أن تُمسِكَ بيَدي وتَمضي بي نحوَ الجمالتنفّسَت الكلماتُ وعادت تبثّ فيّ الرّوح، وذلكَ عندما زارَني وحيُ الكتابةِ مجددًا؛ عندما قررتُ أن أكتُبَك أنت.

مُكتظّةٌ ذاكِرَتي بالكثيرِ منك، رُغم أنّني حديثةُ حبِّكَ إلّا أنّك سيِّدُ الذكرىٰ.. لا تكادُ ابتسامةٌ تخطرُ على بالي إلّا وأنتَ مُقترنٌ بها. اقتربتَ منّي، غمرتَني بكَ فجأةً دون أن أدري. وجودُكَ سدّ الفجوة في معنى الجمالِ لديّ؛ فوهَبتني (بأن أتيتَني/ عندما أتيتَ) الجمال.

لا حاجةَ لي بأن أراك.. فكما تعلم؛ سُرعان ما جسّدَتك الحياة في كلّ شيءٍ أراه -حرفيّاً-. أنتَ بين ناظِريّ على الدوام، أراكَ عندما أرى إنسانًا لطيفاً -أيّاً كان هو-، وعندما تُشرقُ الشّمس، وبين أبياتِ قصيدةٍ جميلة، وفي ابتسامتي، وفي لمعةِ عينيّ التي لا تُفارقني مُذ سكنتَ في نفسي، أراكَ فيّ.. 

لهذا فكلماتي مُنحصِرةٌ في سِياجِك؛ حيث قلبيَ وروحيَ ما نضحا بشيءٍ سواكَ.. ترتسمُ ملامحُ روحكَ أمامي، تلملمُ ما اندثرَ فيّ من حبٍ وحنان، تأتي بالابتسامات والضحكات، وكلّ التفاصيلِ الصغيرةِ التي عشتُها معك. أُصبحُ تحت حدّ السيف؛ فإمّا الكتابةُ عنكَ أو لا. أغرقُ في ملامحك.. إنّها تلهمني كيفيّة التغلّب على الترَح، تُعلّمني كيفيّة مُجابهة حزني. وفي أوجِ صراعاتي، أشعرُ بطيفكَ مُسنِدًا ظهري، مُعيناً إيّاي على تخطّي مساوِئ حياتي. ما عهدتُ حياتي معكَ إلّا جنّةً ما خطرَت على قلبِ بشَر، فكيفَ لي أن أصِفَها؟

أُريدُ يا قلمي أن أكتُب عنه..
عن يدهِ الممدودةِ دوماً كي تُساعِدني على الوقوفِ مجدداً..
عن طيفهِ الذي ما انفكّ يلازمني مُذ حطّ حُبُّه في قلبي..
عن قلبهِ الذي ضمّني وضمّدني بعد كلّ جرحٍ قاسيتُ آلامهُ وقاساهُ هوَ معي..
عن أحضانِه التي تُنسيني سبب انهمارِ الدّمع..
عن لُطفه الذي تفشّى وسادَ في حياتي..
عن قُدرته على انتشالي من جحيمي إلى جنّته/جنّتنا..
عن تحمّله إيّاي في جميع مراحل غضبي واستيائي..
عن كلّ ما أنبتَ بينَ أضلُعي من مشاعر..
عن ما أتاني من جمالٍ وحبٍّ وحياة..
أريدُ أن أكتبَ عنه، عن بعضٍ من كثيرِ حبّه.

تعليقات

المشاركات الشائعة