ملاك الرّحمة

أنتَ تدرس ، لا لأن تُنقذ أرواحَ العالم
أنتَ تدرُس لتُنقذ إنسانيّتكَ المعلّقة على شفرة الضياع ، لتَلتقف نفسك من بين مقابر البشر الحية ، لتمنع موتك بإحياء غيرِك. لتَحمي نفسكَ من السُقوط في جُبّ اللا إنسانية ، في غيهب العالم هذا.
أنتَ ، اصطُفيت لتكرّس حياتكَ في طلب الرّحمة ، ومساعدة الغير والحب.
ومن بينِ كلّ البشر ، اختارَك الرّب -أنتَ بالذّات- ، وسقى طينتكَ سلسبيل الحنوّ وزرَع في فؤادكَ كمّيّة إنسانيّةٍ مُضاعفة ، وألهمكَ الكتاب والحكمة كي تُشفي وتُبرئ بإذنه ؛ فها أنتَ ذا ، تدرُس من أجل الناس ومن أجلك.
أي طالب الطّب ، تحيّة ووقفة احترام.
إنك لستَ سوى طالبٍ وحسب ، أنتَ رَسول.
قد اختاركَ الله لتَكونَ الرسول المُداوي بفضلٍ منه.
وأنتَ تدرس ، علّك تتعب ، تهلك ، وتتذمر
ولكن تذكّر ، أنّك مختلف ، وأنّك اُخترت لتحدث تغييراً ، ولتُساعد نفساً على العيش. تذكّر أنّ حياة أُناسٍ على عاتقك ، على جهدك المبذول ، أشعِل الإنسانية فيك وادرُس. حياةُ العالم كلّها تعتمد عليك ؛ فمن أجل العالم ادرُس.
قِف أمام المِرآة ورَ جناحَ الرّحمة في ظهرك ، انظُر إليه بعينِ إنسانيّتك
كُن إنساناً ، وكُن أهلاً لرسالة الرحمة التي حُمّلت إياها..

تعليقات

المشاركات الشائعة