أغنية الحب

لأولّ مرّةٍ في حياتي..
أستمعُ لغناء العصافير دون أن أتملَل ، أقوم على موجةِ رقصٍ تعصفُ بي ، أمشي رقصاً بين السريرِ والباب ، محمولةً على غيمةِ ربيعٍ صباحيّة. أستمعُ لـ"عبدالحليم" وأنا أتنفس أول نسمات الصباح ، أستنشقُ صوته المليء بالحب والحياة..
"أول مرة تحبّ يا آلبي وأول يوم أتهنى.."
أشعر بالكلمات تتدفقُ مع دمي ، تتسرطنُ فيّ فارزةً هرمونَ الحب والحياة. أظنّ أنني أعيش حياةً مليئةً بالحب والحياة و.. هوَ!
أرتدي فُستاناً مترعاً بالألوان ، أنبذُ الأسود الذي طالما لازمني. أستدعي الزهور القاطنة في فُستاني لتحيا ، لتشكّل حولي هالةً من ربيع. أتعطر ببعضٍ من الورودِ وأخرج أتمشى في الشارع الطويل..
أبتسمُ بوجه بائع الحلوى ، أشتري وروداً من صاحب الورد وأوزّعها على الجارات الواقفات على شرفاتهنّ يتربّصن حركة الشارع. أرقصُ مع الطفلة الوحيدة هناك وألعب مع الصغار هنا. إنني كما لم يسبق -مليئةٌ بالحياة-.
أصلُ هناك.. في الوادي المقدّس المليء بعبقِ الجنة وجمالها. إنني أشعرُ -عندما تطأ قدمي عليه- أنني عرجت للعالم العلويّ..
"ياما على نار الحُب آلولي والإيتها من الجنّة"
أسمعُ الصوت يأتي من بعيدٍ فأبتسم.. أركضُ في الوادي حتى أصل لأنأى نقطةٍ فيه ، حيثُ توجد سدرة المُلتقى..
"صباحُ الخير" وما من مُجيب..
أركض لخلفِ الشجرة ولا أرى أحداً أيضاً.. أدير رأسي فإذا بيدين طويلتين يلتفّان حولي ، وبنفسٍ مليءٍ بذلك اللا أدري الجميل على عنقي
"صباح الخير"..
جلسنا معاً ، أنا وهو فقط ، نضحكُ ونتشاقى ، يُغضبني قليلاً وأَغضب منه كثيراً. يُشعرني بتلك الحياة التي طالما عشت فيها ولم أحيَها ، يُشعرني بالإيمان والحب. يَجعلني أؤمن بعد عدم إيماني بالحبّ الحقيقيّ والنهايات السعيدة التي طالما حسبتها تراهات
ولكنها حقيقة معه..
بينما أنا معه فأنا أطفو فوق سحابِ الجنان وأتبللُ بمطر الجمال وكل ماهو جميل..
إنني بصدقٍ أُحبه..
قطع صوت "عبدالحليم" حبل أفكارنا..
ابتسم..
أمسكَ بيدي وقُمنا لنرقُص حياتنا الأزليّة معاً..
-
"أنتَ.
يا فارسَ أحلامي المزعوم.
أنتَ. شُكراً لأنك أمسكت بيدي..
لأنك آتيتني إحدى الدواب وعرجت بيَ لفردوسِ حبّك
لننعم تحت سدرة المُلتقى.
شكراً لأنكَ أخذت حياتي وعبثتَ بها كالصلصال بين يديك
ومن ثمّ شكلتها لي كما كنت أحلم وأنا طفلة..
أميرٌ.. وحصان ذو أجنحة.. وقصر.. ومشاكلٌ نجتازها معاً.. ونهايةٌ سعيدة..
شكراً لأنك جعلتني كما أريدُ أنا..
أعطيتني كامل حريّتي وأنا بجانبك ، جعلتني أصبح كما أريد دون أن تتحكم بي..
شكراً لأنك رزقتني ضربات القلب التي تجعله يغور في صدري حباً و.. مزيداً من الحب. لأنك أهديتني ابتسامات الشفاهِ الخالية من الذبول المليئة بالخجل. لأنك منحتني تلعثم الكلِم عِند مُحادثتك. لأنك أعطيتني نظرات العين المليئة بالأمان.
شكراً لأنك أهديتنيكَ وأهديتني إلي."

تعليقات

المشاركات الشائعة