مطلع القصيدة الأزليّة



وُلدتُ لمُهمّة ، وُلدت حتى أُتمّمَ ماتبقى ، وُجدت في هذه الحياة كي أُكمل بقيَّة القصيدةِ الأزليّة..

كتبَها النّاس ، كُتبت مُنذ آلاف ملايين السّنين ، خُطّت بيدِ آبائنا وكُل من حطّ على هذه الأرض ، كُل شخصٍ قد كتَب بيتاً ، وإن لم يستطِع فيكتفي بشطرٍ فقط ، إلا أنا ، فقد تُرِكت لي أصعبُ مُهمّة.
تمّت قصيدةُ الحياة ، ولكن تبقى أمرٌ واحد ، ألا وهو مطلع القصيدة ، رُميَ هذا العبء الثقيلُ على كتفي الهَزيل..
يجبُ عليَّ أن أحيا من جديد ، يجدُر بي أن اترُك موتي وأبحثُ عن مطلع القصيدة تلك ، سأكتُبه حتى ارقدُ بسلامٍ|موتٍ من جديد.
سأُحارب في ميادين المعارك ، سأُضحي بمُهجتي في سبيل القصيدة ، سأبحثُ عن مُترادفاتٍ جديدة ، وأساليب غريبة ، سأُعيد إحياء جمال اللغة ، وسيكونُ مطلعي عربيّاً بحتاً.
بحثتُ عن معاني الحياة جميعها ، ولكنني لم أجِد مايُستحق أن يُذكر ، ياتُرى هل الحياة ساذجة لهذا الحد؟ لا شيء مُهمٌ فيها ، تقاذفت الكلماتُ عليّ من كل جانب ولكنها كُلها كلماتٌ دون معنى ، تعثرتُ بكلمةٍ وحيدةٍ قد سقطت على الأرض ، كلمة "موت" ، جميل ، سيكون مطلع قصيدة الحياة الأزلية عن الموت.
سأذكُر الموت في بداية القصيدة ، تنبيهاً للغافلين المُنعمين بنعم الدٌنيا ، وتذكيراً لهم بأن هُناك حِسابٌ وعَقاب ، توعيةً للسارَحين المارحين أنّ ما بعد الدّنيا إلا موتٌ محتوم ، فمَهما سعِدوا في هذه الدّنيا سيأتي يوم تنتهي به أيامُهم.


بحث..

"تذكر ضمة القبر ومفارقة الأحباب
تذكر اللحد والكفن وسوء الحساب"

تعليقات

المشاركات الشائعة