أيّها الزّائر..

أيّها الزّائر..
لن اسألكَ الدّعاء ولن أطلبكَ أن تهمِس باسمي بينَ أكناف الضَريح..
ولكِن ارحَم شَوقي وقِلة حيلتي واذكُرني بخطوةٍ تخطوها مشياً نحو الحَبيب..
هِبنيها
هِبني تلكَ الخطوة التي لطالَما كُنت أنتظرها ، تلكَ الخطوة التي خُلقت من أجلها ، خطوةَ السّعي نحوَه..
السّعي نحو اللاجهات ، هُو فقط
تلكَ المشاعِر والتفجّرات التي تحدثُ فيكَ وأنتَ تُنصت نداء أهل الجنّة بالقُرب منك ، قاسِمني إياها ، خبّئ بعضها في زُجاجةٍ واهدني إيّاها ، أهدني صوت الجنة.
آتني حفنة تُرابٍ أخبّئها عندي ، لأكون فخوراً بامتلاكي قبضة ترابٍ من الجنّة..
على ذلكَ الطّريق من عالم اللاشيء إلى عالم الكلّ شيء اهدِني خطوة ، وآتني تُراباً.
-
هِبنيها
هِبني الدّموع المذروفات بينَ الجنّة والعالم ، هِبني دمعةً نزفتها بالقُرب من الضَريح ، تلكَ الدّموع النّازحة ، الراحلة عنكَ للحُسين ، دُموعك المباركة التي اختلطت بتُراب المشّائين صوبه.
تلكَ العبرات التي سقطت منكَ في يوم تجديد الحُزن وأنتَ تصرخ ، بارِكني بها..
-
هِبنيها
هِبني تلكَ الصرخات المدويّات ، المتفجّرة بين الأرض والسّماء
هِبني صرخة تجديد الولاء والثبات "لبيكَ داعي الله"..
-
أيّها الزّائر هبنا بعضاً من نِعمائك
_________
أيّها الزّائر حدّثني..
حدّثني عن الدّنوّ مشياً ، عن السّعي اقتراباً ، عن الدنوّ من الحَبيب والأملاكُ تحملكَ على أجنحتها في طَريق "قوس الصّعود" المستقيم نحوَ كربلاء..
حدّثني عن التدلّي والاِقتراب من الجِنان ، عن رؤية الوِلدان المخلدون على الصّراط المُستقيم صوبه ، عن تلكَ المعجزات.
حدّثني عن كونكَ قابَ قوسين أو ربّما أدنى علوّاً واقتراباً من شفيع المُذنبين ، حدّثني عن الاقتراب منه ، عن الإسراء نحوَ الوِتر المَوتور ، عن المِعراج لجنّة عدنٍ ، عن رؤية الرُسل والأملاك والصالحين.
حدّثني عن سعيكُم المشكور المتغلغل بالتّعب الذي لا تشعرونه ، وعن الحبّ والشوق الذي ينتابكم. حدّثني عن الفخر بأنّك صرت زائراً.
حدّثني عن تجلّي العالم المثالي في هذا اليوم العظيم وعن سعيِ المسلم وغير المسلم إليه. حدثني عن حُدوث المُعجزات أمام عينيك وعن ارتِفاع الصَلوات في مُنتصف الطريق وعن بكاء طفلةٍ أبصرَت لأول مرةٍ بعد مرور أعوام. حدّثني عن سجداتِ الشّكر المليئة بالبكاء على حافة الطَريق وحدثني عن "شُكراً ياحسين" تصدح بصوتٍ دويٍّ.
حدّثني أيّها الزائر عن المعجزة التي عشتها..

تعليقات

المشاركات الشائعة