خُذني إليكَ..

دروبٌ ومسافات ، تقطع الوصل بيني وبينك..
هبّاتُ ريحٍ تأبى الإسراء بي صوبَك..
زواجلٌ ترفضُ حملَ الرّسائل والأوراق المتقطّعات بأحرف الشوق إليك..
حياةٌ تُقسم -بحقّ بؤسها- بأنّها ستُبعدني عنكَ مادامَت دائمة.. حتى زوالها
تلكَ الدنيّة -لتقعدنّ لي على الصراط المستقيم- حتى تُكوّن اعوجاجاً يجرّني نحوها بعيداً عنك.
كلّ ذا التعذيب ، لِم؟
تلكَ العيون المبيضّات
وأنياطُ القلب المتقطّعات
ومهجُ الأرواح المتعذّبات
تُرهم بالقُرب..باللقاء..بالسقوط بين أكنافك.
تُشفى بنسمةٍ تمرّ عليّ ، تدخلُ جسديَ المُنتحل بفعل الشوق فتُحييه..
نسمةٌ خالطها بعضٌ منك..
نسيمٌ حُمل من الجنان ، على أجنحة الملائكة
لينزلَ للأرض ، لأرضكَ أنتَ بالذات..
عِظاميَ لتُنخر
جراحي لتتفاقم
روحيَ لتُوؤد
ببُعدك والحرمان منك..
-
أبتي..
ألا تأمر تلكَ الدُروب فتنطوي؟
وتلكَ الغُيوم فترحلُ بي -إليك-؟
والجبالُ فتنحني دُروباً طويلات
موصِلةً إياي إلى حيثُ أنتمي؟
إليك.. إلى أكنافكَ الضّامات جُروحاً يتامى
لأحضانكَ المسكونات بدموع الفاقدات
وجراح المساكين
لأكفّك
الماسحة على الألم فتُبرئه
الماسكة بأيدي المُشرّدين اليتامى فتُرشدهم
أنا ضائعٌ وأنتَ مُرشد الضائعين
هلّ أمسكتَ بيدي؟
-
خُذني إليك فما الحياةُ إلا محض كذبة
خُذني إليك فالروح تتأوّه نأياً وابتِعادا..
خُذني إليك فالموت يتدلى وما أنا بعارف..
أألقاكَ قبل المنيّة أم سأبقى أسيرَ لوعات الفراق ونوبات النِزاعات مع الشّوق حتى أُتوفّى فألقاكَ في موتي لأحظى بقرّة العين..
لأرجع لربي ساكناً مُستأنساً مُطمئناً
وأدخل جنّته لأُحيّيك..
وتُسقيني بكأسكَ الأوفى شربةً تُنسيني ألم تلكَ السنين الطِوال..
أنا المحرومُ عُمراً منك ، أيجبُ عليّ انتِظار المنيّة لألقاكَ؟
خُذ بيدي يا أبتي.. آتي بي صوبَك
أُريد النجاة ، أُريد الحياة
أُريد قربكَ والنّعيم
..
والدي قد طالَ الغِياب.. أما لنا من لقاء؟


متى ستُصيّر سجدة النُؤي والإبتعاد لسجدةِ دنوٍ واقتراب..؟

تعليقات

المشاركات الشائعة