أرأيتُم؟أم أنا أحلم..

أترَون؟ أم أنا وحدي أرى؟
أترَونَ أن الحياة قد عادت إلى الحياة؟
وأن السماء عادت إلى سابق عهدها..
تُمطرُ أرزاقاً وأفراح ، لا قنابل وجِراح..؟
أترونَ أن البِلاد قد استقرّت.. على صِراطٍ مُستقيمٍ
لا اعوجاج فيه ولا مَيل؟
أترَون أن أقواس المطر قد انتشرت..
والنسماتُ على تقوّسه تتراقص؟
أتَرون أن الياسمين والزهرَ قد نبَت..
وأن الله سقى جروحاً فأينعت؟
أترَون الحرب؟ قد اختفَت..!
هل حقاً..ستائرُ السلام عليها أُسدِلَت؟
أترون أن الطفولة عادت لأطفالها..
والطفلةُ مع الطفل حَيَت ولعِبت؟
أترَون أن الدماء قد سالت وجرَت
فصارت نهر كوثرٍ عذبٍ مياهُه قد سقت..
جِراح الأم ونُدوب الأب وفقد الأخُت
فصيّرتها حدائقاً منها الحياةُ نبتت؟
أترونَ أن ما مِن مقابر بعد الآن؟
وكُل القبور للسماء قد.. عرجت!
-
ألم تروا أن المسيح من السماء قد أتى
والمهديُّ معهُ يؤمّ الآدميّين للسلامِ؟
ألم ترَوا حُسيناً وهُو يُصلي
صلاةَ الخاشعين ، خيرَ إمامِ..؟
ألم ترَوا الأيتام في لعبٍ ولهوٍ
ناسينِ أن لا أبَ لُهم ولا حامٍ؟
ألم تروا علياً وهو يُؤنسهُم..
يحميهم من صروف الدهرِ والسِهام؟
ألم تروا الفَقر وهو يعيش الفقر..
والفُقراء يعيشونَ برخاءٍ وابتسام
ألم تروا حسناً وهُو يُكرم الضيف..
ويُعطي الفقير ، كريمُ الآل الكرام..
-
أرأيتم كُلّ ذا؟ أم أنا أحلم..؟
أرأيتم كلّ ذا؟
رُبما.. قد جعل الله بينَ كل هذا وبينكم سداً..
رُبما.. غُشيَت أبصاركم..
أو.. ربما..
أنا أحلم.
ولكن؛ هذا اليوم آتٍ..

تعليقات

المشاركات الشائعة