نخبُ الفراق.

لنشرب..
أنا وأنتَ
نخب الموت.
لنسكُر ، ونتداعى مُنتشيين
على سكّة الحب.
لنتعرى من كلّ مسؤوليّاتنا
ونرقُص جنوناً على ضفّة الشارع
لنضرب كؤوسنا ونصرخ
بنخب الموت.
"لموتكَ..
لموتي..
لموتِ الحبّ الذي أحيانا"نخبك.
-
لننهلَ هذا المسكّر
دع عقلنا يغور في أعماقنا
دعهُ يتبخّر ويختفي.
علّ اختفاءه يُعيدك لصوابك
يُعيدك للحبّ الذي عهدناه.
تباً لعقلك الذي أبعدك.
اسكُر ، ترنّح
علّك تتذكّر الحب الذي أنساك إياه العقل الحقير.
اترُك حياتك قليلاً وركّز معي..
انظُر في عيني ، عيني الثمِلة بنبيذ البُكاء
انظُر إليها علّك تستعيد حبك.
-
لنشرب قليلاً ومن ثمّ نلقي بالنبيذ المتبقي على وجه العالم ، دعنا نحرقه ، ندعوه للعربدة ، للرقص وركل المسؤولية والتراهات الناضجة. لنوزّع بعضاً منه على البشريّة دعنا جميعاً نلفظ الآلام بالرقص ودعني -أنا وأنت- نشاطرهم فراقنا ، رقصتنا الأخيرة وقُبلة الوداع.
لندعوا العالم لحفل المراهقة والحب. ليكُن الحفل على شرفِنا ، على شرف انتهاكِك يا وطني ، على شرفِ غزوّ الأخريات لك ونفيي خارجك. على شرف موت الوطن وكوني لاجئة ، لنرحب بالعالم.
..
لنستدعي الذِكريات سويًّا.. دعنا نفرشُها على شاطئ الوله والحنين ، لنتمرغ فيها ، دعها تتخللُ فينا ، تملؤنا..
لأنها وعِند شروق الشمس.. ستتبخر ، تختفي
تغرق في جبّ العدم..
مُعلنةً ساعة الفراق.
لنستغلًِ هذا الليل ياحبيبي.. لنتشارك نظراتنا للقمر وأمنياتنا المبثوثة للنجوم
دعنا نتشارك كلّ شيء.. كلّ شيء..
لأنه.. حين حلول الصُبح.. لا مزيد من الـ"أنت"
أو الـ"نحن".
اسرق نوميَ مني.. دعني أرتشفُ ظلمة الليلِ حتى نفادِها.. معك.
لا تجعلني عُرضةً للنوم.. إنني أريد أن أعيش هذه الظُلمة حتى آخرها
أريد أن أفرغ حبي بأكمله هُنا.. والليلة.. كي لا أشعر بالحسرة
حين تبزغُ الشمس.

تعليقات

المشاركات الشائعة