أرادَنا القدرُ سويّاً

قُبلةٌ على جَبين القدَر
الذي نظّم مواعيدَنا
وافتعَل أسبابنا
ووقّت مواقيتنا
وأتى بكَ إليّ..

-
أنت. يا هديّة القدَر الآتية من السماء. كيفَ أتيتَ؟ ومتى؟ ولِم؟
إنني أُنبّش في ذكراكَ ، أبحثُ عن اليوم الذي صِرت فيه جُزءاً من حياتي ، يُتعبني السؤال عنكَ ، أسألني.. فلا أجد إجابة
الذي أتيقنُ منه فقط.. هو أنكَ حاضرٌ الآن.
أنظر إلى الوراء.. أسترقُ النظر على أيامي السالفة ، كيفَ كُنت قبلك؟ بحثتُ عني فلم أجِدني! كُلّي مُقترنٌ بكَ ؛ فكيفَ لي أن أوجد دونَك؟
-
كُنتُ عدماً قبل أن تحطّ الرّحال في صحرائي ، قبل أن تصبح حياتي حديقةَ ورد. حُبكَ كان السراب الذي طالما حلمتُ به ولم يكُن حقيقياً.
وفجأةً..شاء القدر..
فصار السرابُ عينَ حياةٍ منها ارتويت..
فأينعتُ حباً.
-
كيفَ لكُل السنين التي كنت أحياها قبلكَ أن تُصبح رماداً..
علّهُ كان وهماً؟ والحياةُ ما ابتدأت إلا بك؟
أو ربّما كانت عقاربُ الساعة عاطلةً..
فبدأت بالتحركُ حالما أتيت..؟
على أيٍّ..
فلم تُكن لي حياةٌ قبلك..
ولم أطِئ حلوها إلا بك..
إنكَ كُل الحياة والأحلام..
إنكَ الملاكُ المُتسربل بالآدميّة
**
وأيضاً..
أُهدي القدر -إلى جانب القبلات- لعناتٍ سوداويّة.
فإنه أرفقَ حبكَ بالخوف والغيرةِ والغضب وقليلاً من البُكاء..
كُنت طفلةً فأتى بكَ القدر وسارع في نضوجي..
"والحب إذا خالط قلب الفتاة لأول عهدها به نقلها من حياة السرور والبهجة إلى حياة الهموم والأكدار" قالها المنفلوطي.
ولعلّهُ لم يكذب..
فإنني كُنت أرى الحب جنّةً ينعمُ فيها المُحب.. فتبيّن لي أنه جحيمٌ يُصلى فيه من يحب..
-
أتيتَ وأتى معكَ الخوف..
إنني أخاف أن ترحل.. أن أفقِدك.. أنا لا أقوى على ذلك.
لا أستطيعُ أن أعيشَ لحظات رحيلك.. أن أنظر إليك مبتعداً..
علّك رحلت بضع مرات.. ولكن رحيلكَ كان بسبب نزاعٍ تافه
نزاعٌ طفوليّ..
فإننا نتسامح في اللحظة ذاتها.. ونلتمّ مجدداً..
ولكن.. ماذا إذا أتى الفراق الحقيقي؟
إنني أخافُ حبّك.. أخاف أن أحبكَ أكثر.. أن أحبكَ بكلّ ما لديّ.. فيستهزئُ بِنا القدر ويُبعثرنا.. يأخذ بي ويرميني على شواطئ الفقد والفِراق..
إنني لا أقوى على ذلك..
امنَع هذا الأمر قبل حدوثه أرجوك..
-
أنا مؤمنةٌ بك.. مؤمنةٌ بحبّنا
لكنني مؤمنةٌ أيضاً بخُبث الأقدار
دعنا نمضي -ياحبيبي- بعيداً.. حيثُ لا قدرَ يتحكمُ بنا.. فلعله يُغيّر رأيه ويصيّرنا من روحٍ واحدةٍ لجثّتين مرميّتين على قارعة الفراق
دعنا نذهبُ إلى حيثُ لا توجد قوةٌ سوى حبنا
خُذني لأندلسِ الغياب*.. دعنا نغيبُ سويّاً..
إنني أُحب الغياب -معك-
أُحب الوجود -معك-
خُذني لأنّى تريد..
ولكن لنكُن معاً.
أرادَنا القدرُ سوياً ، ولكنّه في الوقت ذاته وضع البَين بيننا
لنُحقق طلبتهُ الأولى.. ولنُلقي الأخرى في جبّ العدم
كي يصيرَ حبنا أبدياً
-

تعليقات

المشاركات الشائعة