لـ عِزرائيل:

سلامٌ إليك..
يا أيها "الذي يساعد الله"*
اسمَعني..
أو بالأحرى ، انظُر إليّ وإليه..
أعلمُ أنّكَ هُنا
أنا أراك
أشعُر بأجنحتكَ تخفق
تتحشرجُ أنتَ في حنجرة الأزل
فتَلفظُنا منها فراقاً لا انجِبار فيه
وتفجّر بعظمتكَ شرايين هذا الحب
هذا الحُب المحشور بين أربع جدران
فتُصيّره حديثاً طويلاً.. طويلاً جداً
وبضع بكائيات
وتُرابٌ يُباعد بين المادة
وقبرٌ يضمّ الروحين.
-
انظُر إلينا..
ألا تراه؟ ونظراتُ الحسرة تُدمي مقلتيه؟
ألا تراني؟ والألم يمتّصني وصرخاتي إليه؟
ألا ترانا؟ ونحنُ نُعيذنا من أن تأتِ بيننا؟
أرجوكَ..
دعنا وشأننا..
-
رَ.. رَ قميصهُ الذي قدّ من شدّة تشبّثي به..
رَ بصمات أصابعه موشومةً على كتِفي
رَ اختبائي في حضنه.. آملةً إياهُ أن يبتلعني
أن أختبئ في متاهات قلبه
أن أهوي عروجاً لفراغ روحه
كي أملأه بِنا
ونرحل سويّاً..
-
ألا تسمعُ صوت البكاء
ذاك الصوت الضعيف الذي حملتهُ النسمات على متنها؟
ألم تسمع صوتَ الوعود والعهود التي قُطِعت؟
صداها الذي ما زال يتردد.. من بِضع سنينٍ واقتران؟،
نغماتُ الحبّ الأزليّ.. ألا تترددُ في أذنك
فتُليّن قلبك..؟
-
ألم تنظُر إلينا ونحنُ نتوشحُ الفِراق
استعداداً لإتيانكَ به؟
مُتيقنينَ أنكَ واقفٌ بجانب بابِنا..
تنتظرُ الأمر فقط..
كي تطرُقه
فتهدّ العالم على أرؤسنا
-
ألم تنظُر إلينا ونحنُ نضمّ بعضنا البعض
نلفظُ كل ما في دواخلنا.. بنظرةٍ واحدة
وشهقتان..
وبضعُ تنهيداتٍ تكسُر الأضلع.
-
انتظر أيها الموت.. دعنا, يحفظُ إحدانا الآخر..
بكلّ التفاصيل والتضاريس والأحلام والأماني
ومن ثمّ تفضل.. وخُذنا سويًّا.

تعليقات

المشاركات الشائعة