يا أُم الشّهيد.
أُماه , يانورَ
عيني لِمَ البُكاء؟ قد اصطُفيت من البَشر لأسمو وأُصبح شهيداً صائماً ,
ساجداً , أليسَت هذه كرامة؟ تربيتُكِ صيّرتني من أحبّاء الله يا أُمي. افخري ياحبيبة قلبي , افخري..
هيّا امسحي الدُموع , أري العالم ابتِسامة أم
الشّهيد , هيا يا أمي. في الأرض عندكُم سوادٌ وترَحٌ وندبٌ وبُكاء. وفي السّماء
زغاريدٌ وأغانٍ وضحكاتٌ في استقبالي. لِمَ تندُبين شبابي الزّائل في الدُنيا يا
أمي؟ أنا في السّماء الآن , في ذلك المكان المُقدّس , شبابي خالدٌ هُنا , لا
تندُبيه.
أماه امسحي دمعكِ , أنا لستُ ميّت , لا زلتُ حيّاً في السّماء , حيّاً خالداً،
سأزوركِ وأغفى في كنفكِ يومياً , أنتِ تعرفينَ أنني لا أسطيعُ النوم بعيداً عنكِ. هيا
يا أمي , امسحي دمعك. أنا سعيدٌ هنا صدّقيني ولكن ينقصني أنتِ, لا تحزني. سأحضُركِ
في الأحلام يومياً , أعدُكِ. لِذا نامي ولا تُسهر عينيكِ بُكاءً عليّ. قد فارقتكِ
في الدُنيا لأنعمَ بالخلود معكِ في النّعيم ياجنتي , الدُنيا فانية والآخرة باقيةٌ
خالدة.
أماه سأُبشّركِ , قد رأيتُ سيديّ شباب أهل
الجنة ، سيّدي الحسن ومولاي الحُسين , قد استَقبلوني وهنّؤني بالشّهادة. ثُمّ يا
أماه قد صرتُ طفلاً من جديد حالما سمعتُ صوتاً يُناديني "إليَّ إليَّ
يابُني" أماه قد كان عليٌّ أمير المؤمنين هناك , يرحب بي , يضُمّني ,
يُقبّلني , ويُبشرني بمُجازاتكِ على صبركِ.
أُماه قد اختارني الرّب لأنه يحبُنّي , لأنه
يُريد شُكركِ على حُسن تربيتكِ لي. لا زلتُ هنا , أرى دُموعكِ فأبكي , أتُريدينَ
الشّقاء لإبنك؟ إذاً ابتسمي , اكسُري حُزنكِ وافتخري , أنتِ أُمّ الشّهيد. وأنا
ابنُ أُمي العظيمة. أتفاخرُ بكِ في الجنان , بتربيتكِ وحبكِ. رددتُ لكِ جميل تربيتي الحسنة باستشهادي صائماً , ساجداً أعبدُ
الله , لأُعلن للناس حُسن تربيتكِ لي يا أُمي , أتمنى أن تقبلي ردّ الجميل هذا.
أمي لا تحزني ، أنا مُمتنٌ للموتِ الذي
قرّبني من سعادتي الخالدة أكثر , مُمتنٌ جداً.
![]() |
أنا هُنا أُماه , لم أمُت , استشهدتُ فقط.. |
تعليقات
إرسال تعليق