صغيرتي..

١٠:٣٠ص.
صغيرتي..
حانَ وقتُ الاستيقاظ.. هيّا يا نور عيني
قد انفجَر الصُبح، ألم تكتفي من النّوم؟
-
١١:٠٢ص.
ياه يا أُمنيتي.. عجّلي الصّحوة
انظُري.. الملائكةُ قد انتشرَت، توزّع على كلّ إنسانٍ حصّتهُ من الحياة، وملاكُكِ مُنتظر.. وأنتِ لا تردّين الجواب.
"والشّمسُ قد سالت أشعّتها، تكسو أديمَ الأرض بالتّبرِ" ، وعيناكِ مُغمضتانِ تمنعان تسللَ خيطٍ من النّور إليك.. هل اكتفيتِ بضياء روحكِ الفردوسيّ عن ضياء الصباح؟
هيا يا حبيبتي..
بنفسيَ أنتِ، قومي.
-
٣:٣٢م.
إنني أنتظركِ مُنذ أن طلعت الشمس، أأنتِ غاضبةٌ منّي؟
أنا آسفةٌ يا أمنيتي.. سآتيكِ بكلّ ما تُريدين ولكن قومي.. سآخذكِ ونذهب للّعب سويًا، سأترك عملي وأقضي جلّ وقتي معكِ، سأشتري لكِ تلكَ اللعبة التي أصرّيتي عليها حدّ البُكاء، ولكن كفاكِ بُعدًا
وتعالي إليّ..
انظُري لحُضني المهجور.. صدى الشّوق يترددُ فيه، وأيتامُ الأمومة حائرةٌ في عَرصَتِه، تعالي واسكُنيه.. املئيه بصوت ضحكاتِك وردّي فيه الحياة التي لم يعُد يعرفها.
-
٦:٢٧م.
بدأت الشمسُ تلمّ أشعّتها وتطويها في جيبِ الغُروب، وأنتِ لا تزالين تأبينَ أن تشرُقي.. أتعبتِني يا أُمنية.. أتعَبتِني جدًا. أمومتي بدأت تهلُك
صِرتُ أغفو وأنا أحاول إيقاظكِ، أراكِ تهلّين من بعيد، والدِّمَقسُ يكسوكِ من رأسكِ حتى أخمصِ قدمَيك.. تبتسمين، ومن ثمّ ترحلين..
لِم بالحلم فقط؟ تعالي يابُنيّتي.. تعالي وقابِليني في الحياة
ابتَسمي بوجهي، وفجّري أعيُن السكينة فيني.
علّ الدنيا لا تقدرُ أن تضمّك؟ كنَفي يستطيع يا أمنيتي.. واللهِ يستطيع.
ولكن تعالي..
أفضّلتِ أن تسكُني الأحلام على أن تسكُنيني؟
-
٨:٠٠م.
تدثّرت السماء بالسواد، وانتهى اليوم لدى الجميع..
إلا لديّ.. لم يبدأ حتى ينتهي، لِم ترفضين الاستيقاظ ياحبيبتي؟
دعيني أعيش.. اسكُبي الألوان على حياتي اليائسة كي أعيش كما يعيشُ الآخرون، دعيني أحيا بكِ، اِدني واقتَربي.
حسنًا.. حسناً كما تُريدين.
علّكِ مُتعبة، لرُبّما تريدين أخذ قسطٍ من الرّاحة بعد أن لكَمت الحياة طفولتكِ..
ولكن؛ تعالي وخُذي دُميتكِ، إنها مُشتاقةٌ إليك، ألستِ مشتاقة؟
أعلمُ أنكِ لا تستطيعين النّوم دونها، هيّا تعالي وخُذيها ومن ثمّ عودي للنوم، عودي لاستكمال أحلامكِ واسترجاع طفولتكِ المسلوبة..
-
-أُمي.. الوقتُ قد تأخر
-حسنًا يا حبيبتي. اذهبي،سآتي الآن
إذًا، هذا جوابكِ الأخير يا أُمنيتي؟ استكمال الفراق وزيادة جُرعة الاشتياق؟
كما تشائين..
سأترُك دميتكِ هنا، تعالي وخُذيها متى شئتي..
أعلمُ أنكِ ستستيقظين ذاتَ صباح، موعدُنا تلكَ الإشراقةُ إذاً
"أليسَ الصّبحُ بقَريب؟".
وداعًا ياجميلتي، ياملاكي وثاكِلتي.
أيّها التُراب، ضمّ فتاتي جيدًا، دثّرها كي لا تشعر بالبرد، هبها الأمان بدلاً عني.

تعليقات

المشاركات الشائعة