توطئة..

نلوِي عِصبة الحياة،
نُقطّر الـ"حاء" منها..
نحنُ، على أعتابِه.
نجرّ على إِثر رحيل الأب حسراتٍ وحسرات.
نُلملم حبّات التّراب المُكتسحة حرمَ وجهه،
نتطهّر.
ها هو الرّكب يقترب..
يعرُج على غيمات الدّماء
للمُنتهى.
أي يا سيّد الشّهر
يا صاحب المُصيبة العُظمى
خُذنا، جرّدنا ممّا نحنُ نكتسي
وألبِسنا سُندسكَ الـ"أحمر"
اقتلعنا من جدبِ ديارنا الخضراء
يا ابن أحمد
ازرَعنا هُناك، في روضِ جفافها
في ترعة كربلائك
دعنا نكبر، نقتبس القليل من عظمتك.
نصيرُ "أنصاراً"، يحتوينا الشرَف.
يا وحيداً لا تحتويه الوِحدة
خُذنا، كي نصير نهراً يحوط بجنّات خيامك،
نكون أقرب لعطش أطفالك من حبل الوريد.
الليلُ يا مولاي مليئٌ بسواد العباءات
تخنقُه عتمته، ورائحةُ احتراق القلوب.
يبكيكَ الظلامُ أدمُعاً من نور
يأتيه الأمر من فِطرس "أن انزَع جناحك"
يخلعُ من نفسه النّفس ويعتكف بكاءً
يلقي علينا كساءَ السّواد
يدثّرنا بحُزنه عليك،
"أن احزَنوا معي"
تَأتي معنا الأملاك،
كُلّنا يا سيّدي تحت الكساء
أقمنا عزاءً عليك.
بأمرٍ من الغائب يدنو منّا النّهار
"أآتي معكُم تحت الكساء"؟
حيّاك.. يا ضامّ المصيبة
حيّاك.. نُح واندُب شمسك،
تلك الشّمس التي شهدت تلك الذبحة العظيمة.
"ولأندبنّكَ صباحاً ومساءً".

تعليقات

المشاركات الشائعة