آية

أيا آية العَظَمة
أيَّتها الرّوح الشّابة،
الـ تتلوى في جسدِ رضيع.
يا عينَ إعجاز عيسى في المهد،
ويا أيّها الجمرةُ الـ تسّاقط على رؤوس العِدا.
يا آية الله المُخبّأة بين طيّات ذاك اللحاف،
يا أيّها الطفل الفردوسيّ، أوكيفَ تعطُش؟
-
يخطّ الجفافُ خطوطَ انتِصاره على وجنتيك،
يرسمُ خريطته، ويُنظّم بكائيّاتهُ التي سيُلقيها عليك..
اللهُ يا دمعكَ المصروخ، كيفَ تنسلُّ العبرةُ من عينيك؟،
وأنتَ تتروى على اللا شيء..
أو علَّك تشربُ صوتَ أُمِك؟ تُطفئ ظمأ قلبكَ بصوتها الهزيل..
وبأمومتها الجدباء التي شقّت السّماء بحثاً عمّا يُسكب في فم ابنها،
-
قل لي.. كيفَ أوحى لك الله البكاء وأنهارُكَ تستنجدُ للغَيم أن امطِري..؟
أنّى للدّمع أن يأتي، أن يبلّل عباءة أمّك وفي داخلكَ فيفٌ تتلوّى فيه الرّمالُ عطشاً؟
وما حالُ مهدك، وهو يحملُك ويحملُ عطشك، يدُ أمّك تهزّه كي تُهدئك.. ولكنه يبكيكَ.. المهدُ يبكيكَ يا أيّها النائم فيه..
-
وحيدٌ والدُك.. وأنتَ في الخِيَم..
"ناوِلوني ابني"..
وتُؤخذ إليه..
يرى ملامح العطشى تكسو وجهكَ الصغير..
"ألهذا الصغير شربةٌ من الماء"؟
كانَ الجواب في السّماء نعم..
لهذا أتاكَ سهمٌ في نحرِك.. لأنَ ياصغيري/ملاكي،
شربةُ مائكَ تنتظركَ هُناك حيثُ أهلك، حيثُ لا ظمأ بعدَ تلكَ الشربة..
-
وما حالُ السّهم والرّباب؟
أما أمّك.. فقد أودى بها السّهمُ للظلام.. للحزنِ والكمدِ الـ لا ينتهي.
صِرت تتجلى لها في كلّ مكان..
ومهدُك، مهدكَ يحملُ ذاك الصوت الضعيف الذي كنت تبكي به..
يُلقي به على مسامع أمّك ويفجعها،
المهدُ خالٍ، يشعرُ بالوحشة والكهل، يُبكي أمكَ كي تهزّه..

تعليقات

المشاركات الشائعة