قِيامة الأخوَّة

أي أخي..
رُفِعت السِّيوف وجفَّت الحُلُق..
يا "عين" العبء والصدع،
يا "باء" زينب والربّ ياربّ النهر،
يا "ألف" الـ أنا والمياه،
يا "سين" السّيف وسُكينة..
أنتَ يا قيامةَ الأخوّة، يا أنا.
-
أترى ذاك الطّريق الذي قطعنا؟
اتّبعهُ على ظهري، ارسمهُ ببِنانك،
ارسِم الفراق والبكاء وكلّ العذابات،
حتى تصِل لتلكَ اللحظة.. لنداء العطاشى،
هُنا يا أخي.. احنِ الطريق، اكسرهُ،
كانكساري عند طلعتكَ أيّها الساقي،
حين تتفجَّر فيّ الأوجاع
عندما تتمثّلُ "عليًّا" هُناك بين الأعداء.
-
يا ناصِري، وسندي، ومستودع قوّتي،
لِم الرّحيل؟ وأُترك أنا في فيافي الموت،
وحيداً،
"ألا من ناصرٍ ينصرُني؟"
وأسمعُ جوابكَ من البعيد.. من حيثُ محمدٍ وعليّ،
لم يَثنِك الموت عن نُصرتي يا حامل رايتي.
-
انطبقت السَّماءُ على أرضِها، وناحت وحوش الأرَضين وأملاك العلى،
تزعزع الكونُ تحت خيَم أهلِك، الخوف يتجرَّع قلب سكينةٍ بعطش، البكاء يُغرق الرضيع. "عم يا عبّاس"!
-
كان السّقيُ ماءً، لِم صار يا عبّاس دماء؟
لِم صب الدموع والافتجاع في أقداح النساء؟
زينب.. إنها تراكَ من بعيدٍ وتبدأ بالبُكاء
حتى ابتلع طيفك عجاج الصحراء،
تنتظر، تدعي، تخاف وتبتلعُ الخوف،
حتّى تمدّ الصٍغار بأمانٍ كاذب،
أيّ أمانٍ بعدكَ يا صاحب الأمان؟
-
ما حالُ حُسينك وعِياله؟
أما أنا.. فمقصومُ الظهر،
مُمتلئ بالآلام والجِراح،
تستعرُ نار فراقكَ بين أضلعي،
دون أُخوةٍ والعِدا تحيطُ بخيامي،
ضائعٌ يا عبّاس..
"الآن قلّت حيلتي"..
أما عيالي..
فيظنّون بأنك آتٍ..
يبكونكَ ويبكونَ حالهم،
يضمّدون الجراح التي تسبب بها جرحُ رأسك،
يُسقَون -يا ساقيهم- بدموع الضّياع،
أنّى للنساء سترٌ بعدكَ يا غيرة عليّ،
وأنّى للأطفال ارتواءٌ وقربتكَ قد امتلأت بدماك؟
-
وداعاً لكَ ياحبيبي..
وأهلاً بالعزاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة