الرسول الغريب

إحرامُك تجلبُبُ السّنا
اغتسالٌ بمياه اللقيا،
وإشهارُ روحٍ بتّارة،
اقرأ..
فإنّك مبعوث..
حجّ يا رسولنا، طف بغِربتك سبعاً
اسعَ بين البَينِ والبَين.

سجَّك الليلِ بأذياله
ألفاكَ ذا قوّةٍ وعون،
تدهورَت النفوس،
تدهلَزت الدّروب،
انهمرَ الظلامُ عليكَ
كوابلِ ضيقٍ ووحدة.
وحيدٌ أنت..
تحوطك كومة دورٍ وأبواب
في دوّامة الوحدة، حيث لا أهل
ولا عشيرة.
الله فقط، لك الله يا ابن عقيل.

تسعى..
بين الضياعِ والباب تسعى..
تقتفيكَ الحيرةُ والولهى
تسقطِ بين أكفّ الظمأ
ترفعُ يدكَ طارقاً بابها..
"شربة ماء"
تُعطيك فتروى..
يحتويكَ التعبَ والشجن
تقف قبال باب الدّار
وجهكَ مملوءٌ بجِراح الغربة
عيناك تنضحُ بالتعب
تعتريكَ ملامح الضائعين
"أنا.."
"أنت؟!"
ياعظيماً جُهل قدره
يامغدوراً أوته طرق كوفان
يا رسول الحق ووعاء الآل
تفضّل.. آتني شرف ليلتكَ الأخيرة
املأني بالإيمان والدعاء والصلاة قُبيل رحيلك.
ادخُل يا مُسلم، ادخل.

تعليقات

المشاركات الشائعة