19رمضان-سنة 40للهجرة

19رمضان سنة 40 للهجرة – الكوفة:
صوائحٌ تتبعها نوائِح , تُحذّره من الضّياع الذي سيحل بعده.
عند باب الدّار .. خطى أول خُطوةٍ ليخرُج من داره بعد أن ودّع أبناءه , فإذا بثيابه تتعلّق بمسمارِ الباب. وها هُو مسمار الباب يترجاهُ بعدم الذهاب : "اليوم فقط صل في منزلك بين أبنائك , أرجوكَ ابقى..". ولكن "لا مفر من الأجل"..
في مسجد الكوفة:
يُوقظ النائم ويُنادي الجالس ويُنبه الساهي. رحيمٌ هذا الرّجل وصابرٌ على أمر ربّه بطريقة عجيبة فإنه أيقظ قاتله النائم..
صلاةُ الفجر:
صدح صوته الشجيُّ في أرجاء الكوفة "اللهُ أكبر.."  تجهز الجميعُ واستعدّ للصلاة , وقف هو في المحراب ليُصلي بالمُؤمنين , استعد فرفع يده ثم قرأ الفاتحة..
في السجدة الأولى : " سُبحان ربي الأعلى وبحمده" , سُدلت ستائر السّواد بأمر من الله , أشرفت الأملاكُ على تجهيز عزاء الكون , ماتت نُجوم السّماء واحترقت الشّمس. بُدّلت ثياب أهل الجنان من الأخضر للأسود , الوِلدان المُخلّدة وقفت عند باب الجنّة استعداداً لاستقباله. في السجدة هذه بُدل العالم بأكمله..
في السجدة الثانية : "سُبحان ربي الأعلى وبحمده" وقف شرُ أهل الأرض خلف خير الأوصياء, وقفت الجحيم خلف الجنّة. أخرج سيفاً بألفٍ من غُمده وانتظر.. قام من سجدته "لا حول ولا قوة..." شدّ اللعين بالسيف على رأس الوليّ الطاهِر وصلّى السّيفُ على رأسه صلاة الدّماء المغدورة. هُزّت السماوات والأرض , ناحت أملاكُ السّماء , صرخ الرّوحُ الأمين صرخة الفاقد : "تهدمت والله أركانُ الهدى" وأصبحت الكوفة دار وحشةٍ وفراق , تفوحُ فيها رائحة دماء طاهرة غدرت في صلاتها..
شق السيفُ رأس الإمامة , وأدمى القُرآن الناطق. عِندما وصل السيفُ المسموم لرأسه صاح بصوتٍ أبكى الجميع "فُزت وربُّ الكعبة"..
تبّت يدا ابن مُلجم..

تعليقات

المشاركات الشائعة