سؤال .. في صباح العيد!

في صباحٍ تزاحمَ بالتهليلات والتَبريكات ، جلسَ هو في الخارج عِند باب الدّار مُنتظراً.. أتى والدُه فجلس بجانبه ، ربتَ على ظهرِه وقال:
-مالكَ يابُني جالسٌ على الرَغام هُنا ، وحيداً..؟
-أبي ، أُريدُ أن أسألُك ، لماذا يوجدُ موت؟
-لأنّ الله قد قدّر هذا ، ولأنَ الموت بدايةُ الخُلود
-حسناً يا أبي ، كيفَ هي حياةُ الأموات؟
-هُم في السّماء عند الإله مُستبشرين..
-كيفَ العيدُ لديهُم؟
-العيد مُختلف ، جميل ، مُفعم بالحياة. أعيادُهم عند صاحب الأعياد ، عند الربّ الكريم
-هل جدي مُستمتع؟مع باقي الموتى بعيدهم هُناك؟
-بلا شك يابُني ، إن شاءالله
-لماذا لا يزورُنا هُنا؟ أليست صِلة الرّحم واجِبة؟
-لا يستطيعُ المجيء يا ولَدي ، ولكنهُ يراكَ في السّماء بالتأكيد. -لِمَ لا يصرُخ ويُنادينا؟ لماذا لا يُرينا وجهه ، وإن بالأحلام!
-يُناديكَ دائماً ، ولكنكَ لا تستطيع سماعهُ ياولدي. ستراهُ في الحلم إن شئت ، سيجلبهُ الشوق إليك
-هو لا يستطيع النزول ، ألا أستطيع أنا الصّعود لهُ؟
-السّماء مكانٌ مقدّس ، لا نصل له إلا بالموت
-هل أستطيع لمسه ، تحسسه بالحُلم؟
-ربما..
-لماذا لا يرُد الله الأموات في العيد ، كهديّة لفاقديهم؟
-لأن السماء أفضل ، لأن الله يحبهم..
-ولكننا مُشتاقون ، ألا نستحق الفرح الكامل في العيد؟ في اليوم الواحد هذا؟
-بلا تستحق ، ولكنَ رجوع الموتى يحتاجُ مُعجزة
-"ارزقني المعجزة يا الله لأرى فقيدي ، أرجوكَ يا الله " صرخ الطفل
-أبي؟
-نعم يابُني؟
-بحُكم كل هذا ، لن أستطيع رؤية جدي ، صحيح؟
-نعم ياحبيبي
-إذاً لن أسمع صوته في الصبح وهو يوقِظني ، ولن أستطيع مُعايدته ، ولن أستطيع تقبيل رأسه..
-..
-سينقصُ مالي في العيد كثيراً ، فهو كانَ يُعطيني الحصة الأكبر..
 -..
-كان يُفرحني دائماً ، في كُل عيد ، كان يرسم الإبتسامة على وجهي ، وأظن أنّ حان الوقت قد لأُفرحه أنا ، ولكن كيفَ ياوالدي..؟
-تستطيعُ يابُني ، دعوتكَ الصادقة وذكركَ له في قُنوتكَ. قراءةُ القُرآن وتثويب القراءة له ستُفرحه كثيراً ياولدي ، كثيراً جداً..
-حسناً شُكراً يا أبي..
-العفو بُني. والآن هيّا قُم وعِش العيد مع باقي الأطفال.
ذهب الولدُ إلى سطح الدّار ، رفع رأسهُ إلى السّماء وقال :
 -إنني أشتاقكَ يافقيدي ، أشتاقكَ جداً. أدعو الله أن يرزقني المُعجزة ، لتعود للحياة ، اليوم فقط ، لأشعُر بالعيد كالباقي ، ياعيدي الرّاحل!
سأجلسُ هُنا , وسأنتظرُ ظُهور هِلالك ياراحل لأُعلن حُلول العيد فيَّ!

تعليقات

المشاركات الشائعة