ما الخُلود؟


 

 مفهومُ الخُلود يتجلى بحادثةٍ واحدة , يكمُن في أربعة أحرف. الخُلود يجتمع في شخصٍ واحد.

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)آل عمران.

الخُلود هُو أن يكونَ الإنسانُ حيّاً رغم موته. أن يكون الموت محض كذبة تُطلى على البشر كي لا يفقهوا ملائكيّة الإنسان هذا , الميّتُ جسده , الخالدُ شخصه.

 لأن لا وُجود للخُلود في هذا العالم ؛ فالموتُ يكون ستاراً يُخفي الخُلود خلفه. البعضُ قد يُخدع بهذا السّتار , فيظن أن الميّت ميّتٌ حقاً. والبعضُ يؤمن بوجود الخُلود للمُختار من قِبل الله , لمن يملك الحق في الخلود , فيُجزمون أن هذا الميّتُ حيٌّ رغم موته , يستشعرونه وكأنه بينهُم , وهذه صفةُ محبين ذلك الشخص.

الخُلود هو أن تُتوارث سيرةُ ذلك الشخص بين ملايين الأجيال , هو أن يظلّ الذكر خالداً لا يُنسى أبداً. الخُلود هو أن يتغذى التفكير بذلك الشخص الراحل منذ ألف سنة , أن يرسخ في عقل الإنسان بعض الأمور التي تُعيده إلى ذلك الشخص.

الخُلود هو أنّ رُغم انقِضاء الأمر والفاجعة , إلا أنّ ذكر ذلك الشخص يُفجّر ينابيع الدُموع من أجواف المُحبّين. قطرةُ ماءٍ فقط , تأخذ ذلك المُحب إلى حيثُ وقف ذلك الشخص , على حرّ الرَغام , طالباً للماء. يُدير نظره للجهة الأُخرى , الفِئة الباغيّة تقف هُناك , زلزل اللهُ أراضيهم. يُردّ المحب لأرض الواقع ؛ يبكي , يصرخُ جزعاً "يالثارات....."

الخُلود هو انتصار الدم على السيف , هو انتصار الإيمان على الكفر. الخلود هذا بدأ مُذ أن صيحَ في مجلس العدوّ "فوالله لن تمحو ذِكرنا.."

الخُلود أربعة أحرف:

حاء : حُبٌ خالدٌ أبدَ الدّهر , حُبٌ يتجلى أثره في وقفة الحِساب , حينَ يأتيكَ الإمامُ شافعاً مُخلّصاً من العذاب الدائم ؛ فتخلدُ أنتَ وحُبّك في الجنان.

سين : سُموٌّ خالد للمُحب , سموٌّ رهيب.. في القِيامة , الكُل يبكي إلا أنت ؛ لأنكَ ذرفتَ الدّمع على الحُسين المقتول..

ياء : ياحُسين خالدة. تلكَ الصرخة التي صرختها يوماً وأنتَ تبكي , لن تموت. ستخلُد وإن مُتّ ان لتأتي مُنقذةً يوم الحساب.

نون : نوحٌ كان و حُسينٌ أصبح. كما سفينةُ نوح , صرتَ أنتَ في سفينة الحُسين , آمناً من الدّنيا , خالداً في النّعيم.

"حُسين"
 

حاء , سين , ياء , نون ؛ تلكَ آياتُ الخُلود!

تعليقات

المشاركات الشائعة