القافلة رحلت..دوني
أبتاه ؛ ألا تظنّ أنّك قد نسيتَ أحداً؟ ألم تنسَ إحدى بناتك..؟
أبي.. در وجهكَ نحوَ البيت ، سترى سواداً جالساً بجانب الباب يندبُ رحيلكم ، تصدرُ منه أنّات فراق ، هذه أنا أبة ، أنا ابنتك..
إنني أنتظركَ لتأتي وتضمّني وتُركبني في الهودج كما أركبت إخوتي..
ستُدير وجهك الآن ، الآن ، الآن..
ودرت وجهك حقاً ، أتيتَ إليَّ ، ضممتني ، قبّلتني وكأنكَ لن ترجعَ أبداً ، لمَ ياوالدي؟ لِم تُسكن ذاك الرعبَ فيّ..
-
قلتَ لي بأنك لن تأخذني بحجّة أني عليلة.. أبة ياحُسين بُعدي عنكَ غُربة ، وغربتي ستزيدُ علّتي علّةً.
ولكنكَ وعَدتني أنّك حالما تطِئ أرض الإستقرار ستُرسل أخي الأكبر وعميَ العباس ليَأتيا بي إليك ؛ ولكن ياوالدي ، أشعرُ أن رحيلكَ هذا رحيلٌ أبدي ، خُذني معك..
خرجتُ لتوديعِ إخوتي وأهلي ، ودعتهُم بالدُموع وانفطار القلب..
-
وكتوسلٍ أخير :
أبتاه أبقِ رُقيّة معي ، أخافُ الوِحدة ، ستُؤنسُني أختي ببُعدكم ، أرجوك..
حسناً ؛ تستوحشُ الدارُ عليّ دونَكم ، لا تأخذ الرَضيع ، فهو صغيرٌ جداً ، أبقِه معي ، سأهزُ مهده ، أُناغيه ، أُلاعبه ، حتى تعودوا..
-قد كلّفهم الله بمُهمة ، ويستوجب عليَ أخذهم بُنية..
"حجاً مقبولاً أبة ياحُسين..!"
-
رحلتُم ، وخلفتموني مُقترنةً بالبُكاء..
" قد خلفوني أعُد الصخر بعدهمُ ` وهل بعدِ الحصى عند السَقيمِ شِفا..
قالوا تسلى فبالسلوان مُصطبرٌ ` قلتُ البُكاء لدا أهل الوفاء وفا..!"*لباقر الجدي.
رحلتُم وبكيتُ على رحيلكم ، علّ البُكاء يقرّب اللقيا..
-
كتبتُ لك ؛ كتبت لك لأستنزف حزني القاتل بعدك ، رسالة المُشتاق..
ورأيت راحلاً إلى حيثُ موطِئكم ، سلّمتُه الرِسالة ليُسلمك إياها..
طال الإنتظار ولم أرَ عمي ولا الأكبر ولا حتى أنت ياوالدي..!
-
أستعود..؟
أم ستُرجع النّساء سبايا فقط ، وتبقى على رغام الطفوف مجدّلاً معفراً مدميّاً..!
أبي.. ألا يوجد هودجٌ فارغ..؟ |
تعليقات
إرسال تعليق