أين؟

لا زلتُ ضائعاً ، أنجرّ خلفَ السبيل ، أستبصر -ولله الحمد- ثمّ أعود إلى نقطة البِداية. أقف ، أبحث ، أضيع للمرة اللا مُنتهية. أيأس ، أسجُد ، أبكي ، أتوسل ، أسأل..
"أين السَبيلُ بعدَ السّبيل؟"
-
أنا المُتجمّد من صبَّارَة القر والتّرح ، تجمّد قلبي حُزناً وإنتظاراً للشّمس الغائبة. في كُل حينٍ أسأل متى تطلعُ الشّمس لتمثّ جبال الجليد المُتكتّلة على قلبي المتجمّد..
"أين الشُموس الطالعة؟"
 -
ليليَ صار غيهباً مُظلم ، وأنا التائه في انعطافاتِه. أبحثُ عن القمَر المُضيء ، عن نورِي الساطِع. أتلقى الضرَبات من جميع النّواحي دون أن أراها ؛ الظُلمة تُخفيها..
 "أين الأقمار المُنيرة؟"
 -
أمشي في الصَحراء باحثاً عن طريقي ، عن مسلكي للحقّ ، أنظرُ للسماء ، خاليةٌ على عروشها. لا يوجد مايدلّني ، ضائعٌ صيّرتني الدنيا ، أبحثُ عنكَ في سمائي ، علّني ألقاك صدفة..
"أين الأنجمُ الزّاهرة؟"
-
 أرى الدّماء المُلطِّخة لأراضي العالم ، الدّماء العَبيطة ، ذات الرائحة الطاهرة. تلكَ الدّماء المهدورة ، أسفي عليها.. القتل والنهب و الظلم وعدم الإنسانية. كُل هذا ؛ لا أستطيع تحمّلهُ حقاً..
"أين المُنتظر لإقامة الأمَت والعِوج؟"

أنا السّائل "أين؟" بِبُكاءٍ ؛ فأجِبني..

تعليقات

المشاركات الشائعة