نَجمٌ هوى..

في الكوفة:

نَجمٌ هوى..
من على سطحِ الإمارة ؛ يُرتّل ، يُكبّر ، يُسبّح..
هوى على الأرض وهو رافعٌ يده , يُنادي "تقبّل منا يا الله". شعّ الضياءُ حُمرةً ، فُجّرت صرخاتُ الولاء "بأبي أنتَ وأمي" من ذلك النجمِ الجديل..
مُعفّرٌ بالرغام ، دِماؤُه لطّخت الأرض بطهارتها.

فاحَت رائحة الفلاح والتّقوى من هذا النّجم الهاوي من سماء الأطياب الطّاهرين..
ساخت الأرضُ بسكّانها ، ناحَت أملاكُ الكونِ على هذا العظيم..

رُبطت قدماهُ بحبلٍ وجُرّ على أرض كوفان ، يُرتّل آياتَ الحُب والولاء..
ينشرُ قميص الدماء على السماء ليُأكد نصرة الدمّ على السيف ، وأنه على خطى ابن عمّه لسائر..
بتفجّر دِمائه أعلن قيام الثورة الحُسينيّة
عليكَ مني السلام يامُسلم..
-
في زرود:

أتى رجُل , يحملُ رايةً سوداء , دخَل إلى خيمة زهير بن القين. ركز الراية خارج الخيمة ودخل..
"السلامُ عليكَ يا أبا عبد الله"
-من تُريد
-أُريد الحُسين
-ولمَ ذلك؟
-أُريد إخباره بمقتل ابن عمه مسلم بن عقيل..
فأشار له على خيمة الحُسين..
رأى أطفالاً تلعب , سأل إحدى الفتيات..
-أين خيمةُ الحُسين
-وماذا تُريد منه؟
-أُريد اخباره بمقتل ابن عمه مسلم بن عقيل..
سكتت , برَد جسدُها , احمرّت عيونها , بكت , صرخت صرخة الفاقد المفجوع "وا أبتاه , وا مُسلماه..!" وسقطت مغشياً عليها..
أتى بنو هاشم
 - ماذا فعلت بها؟
-سألتُها عن خيمة الحسين وقالت لِم؟ قلتُ لها أريد أن أخبره بمقتل ابن عمه مسلم بن عقيل فسقطت مغشياً عليها.
-ياهذا! إنّها ابنة مسلم!

-
في الخيمة:

أفاقت وهي تصرُخ.. ضمّها الحُسين وأجلسَها في حُضنه
-عماه , أحقاً استشهد والدي مُسلم
فمسَح على رأسها كما يمسح على رُؤوس الأيتام..
-بُنية , أنا أبوك وبناتي أخواتكِ.

النجمُ هوى ؛ فانفطَرت سماؤها وتزلزلت أرضُها وهُزّت أركانُها..

عليكِ منّي السلام ياحميدة بنت مُسلم..

والنَّجم إذا هوى ؛ أعلنَ قيام ثورة الحقّ الحُسينيّة

تعليقات

المشاركات الشائعة