رسالةٌ إلى الله

إنني ضعيفةُ ياربّ ، تتفاقمُ جِراحي حُزناً بعد حزن. لم أعُد أملكُ الكثير ، إن روحي وهِنت وقوّتي قد.. تلاشت.
إنني لستُ قويّةً يا الله، أنا أكذِب. أنا كاذبة ، سامحني. إنني أُمثّل القوّة أمامهم لأنني سئمت الضَعف في الطفولة ، إنني أتصنّعُ القوة والنُضج والتّحمل. أصمدُ أمام أشدّ الأشياء قسوةً ، أدهسُ على قلبي ، سأكون قويّة.
ولكنني يا الله..
لأنني أخجلُ الاستسلام أمام أعظم المصائب ، فأنا أنهارُ عِند أتفهها. إن الدموع قد تكدّست فيّ بما فيه الكفاية ، إنني أبحثُ عن أتفه الأسباب لأبكي ، لأُفجّر الدّموع المملوء بها جسدي. إنني -على سبيل المثال- أهوي صريعةً للبكاء عِند سماع بُكاء طِفل ، نُقطة ضعفي القاتلة. أُسابق النبضات لأضمّه. لا أدري أأُهدِّئ بكاءهُ ، أم أُطمئن الطِفلة الخائفة بداخلي..
" لا بأس يا طفلي.. ستعتادُ البُكاء.
إنّه كما ترى.. سُنّة الحياة."
وفي بعض الأحيان ياربّ ، أكون بأمسّ الحاجة للنحيب. لإطلاق كلّ تلكَ الطاقة السوداء المحبوسة في داخلي ، ولكن.. ما مِن أسبابٍ تُبذل للبُكاء ، ولا حتى أسباباً تافهة!
في هذه الحالة فإني ياربّ أصيرُ بلهاءً وأبكي بلا سبب.. هكذا.
كالمجنون القاتل..دونَ سببٍ ، أبكي. أُمزّق رداء الروح المتبقي حتى أتعرى منه.
إنني.. خالية.
ذلكَ الجوفُ.. التجاويفُ التي خلقتها فيني لتضمّ الروح صارَت خاويةً على عروشِها. أصبحتُ يا الله عظاماً مكسوّةً بلحمٍ وجلد ، هذا فقط ما يكوّني.
ساعِدني يا الله.. سانِدني.
أنّي يارب مسّني الضرُّ والضّررُ و -كما تراني من سمائك - فقد مسّني الكثيرَ من البُكاء. إنّك أيها الإله العظيم أرحم الرحمين ، فارحمني ، وارحم ضعف بدني ورقّة جلدي ودقّة عظمي. وارحم يا الله انهمار دموعي على وجنتي. كُن معي ، بثّ فيّ من روحكَ يارب
إنني أتهاوى بُكاءً وضعفاً.
"بِروحكَ يارب ، بِروحك ، بعيسى بن مريم.
انفث فيّ من روحك.
أعِد ليَ القُدرة على مجابهة الحياة دون بكاء.
أو.. لا ، لا أريد ذلك.
ساعِدني على تحمّل الألم ، والإستغناء عن الجميع.
بين كافٍ ونون أعِد ملأ جوفيَ الخالي
املأني بالحياة ، بالقوّة ، بالروح..
وكُن أقرب إليّ من حبلِ الوريد
لتُصبح نفسيَ مطمئنة.
دلّني عليك. علّمني كيفَ أشكو إليكَ توجّعي
لقّني البُكاء في محرابك وكيفَ أدرّ مدمعي
يا من عليه مُعوَّلي..."

تعليقات

المشاركات الشائعة