الحياة "في الطفولة وبعدها".


أُجالسني ، أحكي بيني وبينَ نفسي..
أحقاً كانَ هذا؟ كانَ كُل ذلك .. حقيقة؟
الأحلامُ في أياميَ هذي ، كانت واقعاً؟
والذكرياتُ الغارقةُ بالسُّكر ، قد ذُقتها؟
كيفَ كان وكيفَ صار و .. كيف!
-
عِندما تحوطُني الوحدة من كلّ جانب ، أستأنسُ بالذكرى
أستحضر تلكَ الذكريات القابِعة في قُعر النّفس
المُلطّخة بغبار الأزمان وشوائب الدهر..
أستذكرها ، أُحييها من جديد ، أُسكنها في ذاكرتي..
-
ياااه..!
إن الذكريات -وبالأخص الطفولية- .. جميلة!
الابتسامة كانت فعلٌ ماضٍ ، مُضارع ، ومستقبلي!
كانت دائمة.
إن الحُب كانَ داءً مُنتشراً مُعدياً
والكُل مصابٌ به!
كانت الحياةُ حياةً حقاً!
جميلةً .. مُفعمةً بالحب .. حيّةً .. كانت جنّة!
-
أتراءى وُرود الحياة تتفتح ، وعبق الزهر يفوح
والملائكُ تعيشُ بيننا في عالم الـ"فضيلة"
كُنت أحادث الملائكة يومياً ، كانت تُتلى عليَ قصص ما قبلَ النوم من قِبلهم..
-
ولا أزال أحبو بين ركام الذكريات حتى أسألني
لماذا تغيّرت الحياة؟
أكانت الطفولة غشاوةً تَصرف أنظارنا عن أمورٍ كثيرة؟
لماذا بُدّلت الابتسامة بعبوسٍ مُلازم لكلّ الأوجه -ما عدا الأطفال-
لِم صارَت الحياةُ ميّتة ، جافّة ، يشوبُها اللاشعور!
-
تلكَ الألوان ، والأفراح المنتشرة
كيفَ تلاشت؟ كيفَ رُميَت في العدم؟
الوُرود المُتفتحة ، عبقُ الزهرِ العَطِر
كيفَ جفّت وذبُلت؟ كيفَ صار ريحُها نتناً؟
أحقاً صارت الدُنيا يبوسٌ بعد أن كانت مترعةً بالسعادة؟
وصار الطفلُ فيها -إن لم يتمسك بطفولته- كهِلاً أشيبَ الروح؟
-
إذاً.. هذه الدُنيا
ما كُنّا نراهُ سابقاً كان .. محض كذبة!
لا جمال هُنا..
فقط حروب وقتل وكثيرٌ من القنابل.
إنني أشيبُ وأكهل وأقترب من الموت أكثر
إنني مُستعدةٌ لتأبيني ودفني
فما من مجالٍ لعودة الطفولة
ولا قدرة لي على تحمل دمامة العالم.

حسبيَ بالطفولة مُجمّلةً للدُنيا وحسبي من النُضج بؤساً صار يُبكيني.

تعليقات

المشاركات الشائعة