أُصلّيكَ لأجدني.

أدعوكَ يا ربِّ وما أنا بمُستحٍ من سوء فِعالي ، أُصلي لكَ وأنا أعرفُ أنّ صلاتيَ لك ناقصة ، ولكنني مُتأكدٌ بجزمٍ يمحو اعترافيَ بالنُقصان ، متأكدٌ بأنك ربُّ العفو والغفران ، سامحني.
أُصلي لكَ في مِحراب الصلاةِ وأنا واهنٌ ناقص. لا يحضُر صلاتيَ إلا الجسد ، لا معنى لصلاتي. إنّ الروحَ -أيّها الرب- ضائعة ، تائهة في دهاليز الحياة ، تنتظرُك لتلتقفها ، وتأمر بها .. إلى السماء.
إنني أُصلي لك / أصليكَ لأجِدَني ، لأعرفكَ مُنقذاً أنقذني. أنا أموتُ يارب دون نفسي ، ولقد سئمت من الجميع -حتى مني- ولم أجِد سواك يُرحبُ بي ، فأنتَ الذي "بابُكَ مفتوحٌ للطلبِ والوغول"!
إنني يارب..
بكامل استحيائي وخجلي منك "طرقت بابَ رحمتكَ بيدِ رجائي". وصرتُ نحوَك أركضُ "هارباً من فرطِ أهوائي". أعنّي يا إلهي على إيجادي لأكونَ من الصالحين ، لأكونَ من القدّيسين ، لأعرفكَ حقّ المعرفة بعد جهلي بك.
أنِر دربيَ يا الله نحوَ سراديبِ الأرض. دلّني على الزنزانة القابعة في العالم السفلي. الزنزانة المُحتويةِ لروحي التي صارت رهينة جدرانٍ وضيق. خُذني إليها يا الله ، لمّ شملنا من جديد ، صيّرني من الصالحين ، ثمّ خذني إلى العالم العلوي. خُذني نحوَ سِدرة المُنتهى. إليك ونحوك ، لأخرّ لعظمتكَ ساجداً.
سلّحني أيها القادر المُقتدِر بالأبجديّة العظيمة. علّمني الكاف والنونَ. لقّني سجعَ الكلامِ وفصاحتهُ لأكون على أتمّ استعداد للمواجهة. انهِل عليَ أنهارَ البلاغة من السّماء. اعصِر الغيمَ وصبّ عليَ أمطارَ النّحو لترشدني على أيّ نحوٍ أصير. علمني كيفَ أكتب لأحافظ على روحيَ من الضياعِ من جديد ، سأصلي لكَ لتهِبني الكتابة ، إكسيرُ خلود الروح الوحيد. علمني كيفَ أكتب ، كيفَ أشعر. هِبنيها.
اجعلني مسلحاً باللغةِ لأفكّ قيدَ روحي فنصيرُ سويّاً من جديد -بفضلك أنت فقط-. أيها الرب أنا أحتاجُك لتقودني إلى قدري ، لتُعلمني كيفَ أصلي ، كيفَ أعيش ، وكيفَ أستعملُ سلاحَ اللغة. على أي نحوٍ أكتب دون أن أُصاب بالأذى من فرط الكتابة ، كيفَ أكتب لأحميَ روحي من سلاطينِ الدّنيا الدنيّة.
كلّ هذا ، علّمني إياهُ بصلاتي إليكَ إيها الرب العليّ.

تعليقات

المشاركات الشائعة