بركان.

القصيدةُ بركانٌ ساكن ، نيرانُها هامدة ، يكتبها الشّاعر بحجارةٍ ونيرانٍ حامية تصدرُ من الحزن والألم والندم ، يخلق الشاعر تلكَ البراكين ، أو بالأحرى يستنزعها من نفسه ليشارك بها الغير ، مشاركةً داميةً..

 القارئ: عندما يقرأ القارئ القصيدة ، يشتق أمامه سبيل موتٍ وسبيل حياة ، ، إن لم يفهم القارئ جوهرها فهو سيعيش ، عيشةً جاهليةً ، تحجبه تلاع الأدب عن مغزى القصيدة هذه ، أما إن أدرك المرء جوهرها فستثور البراكين في وجهه ، وسيغطى جسده بالحمم ، بالحزن الذي يستشعره الشاعر ، ستُصبّ الأحزان والآلام على القارئ كما كانت على الشاعر نفسه ، سيحاط بالألم والحزن من شتى النواحي ، سيُصاب بحروقٍ عميقةٍ لا تبرأ أبداً ، سيكون ذلك الحرق مخفياً لا يراه سوى القارئ ، وفي حالاتٍ أخرى تتجاوز القصيدة حدودها ، وتقتل القارئ حرقاً بالحزن ، ستكون القصيدة مغيرةً لحياته مزيدةً للألم في قلبه.
القارئ هش ، يتأثر بسهولةٍ بكلام الشعراء ، لذلك ترى مسحةً من الشاعر في القارئ المحب له.

 الشاعر: سمي شاعراً لأنه يشعُر ويُشعر ، الشاعرً كان يوماً بشراً مثلنا ، ولكن الفرق هو أن الشاعر فاض حزناً وأسى ، تألم كثيراً ، كان كامناً تماماً ، ولكنه صادف يوماً محملاً بالألم ، فمل الصير من صبره وجزع ، فثارت البراكين في كيانه ، حرقته ومن الممكن أنه توفي بسببها ، توفته المشاعر ، قصار شهيد المشاعر ، صار شاعراً..
الشاعر يقتل ويحرق ، عمله وحشي ، يُقتل هو ويُحرق ، فيحاول نقل هذا الشعور للقراء ، الشاعر يكتب بالنار ، ناره هو..
الشاعرُ يكتبُ بالنّار..

تعليقات

المشاركات الشائعة