جدارُ الذّكرى.

عندما رحَلت دون توديع ، أيقنتُ أن ظعنك هذا هو ظعنٌ دونَ رجوع ، استسلمتُ للواقع ، حصرتُ عظيم حبّك بكلماتِ دوَنتها خلف صورةٍ لك ، إنّ الكلمات و الصّور لن تكفيك ، فكم كُنت عظيماً هائلاً في عيني ، و الآن ، أُحاول حصر تلك العظَمة في قطعة ورق ، إن هذا الأمر مستحيل.

كتبتُ كلّ كلمةِ تخطر على بالي خلف تلك الصّورة ، دونتُ ما كُنت انتّ عليه ، لتبقى بين عينيّ ، حتى انسى ان انساك ،لتبقى حاضراً رُغم غِيابك ، و حياً رُغم موتك .

علقتُكَ على جدار الذّكرى ، لأصبح وأُمسي على ذِكراك ، لأُثبت للعالم أنّ الغياب لا يُفسد للحُبّ قضيّة ، أنّك مهما بعُدت وغِبت سأبقى أُحبك ، سيبقي حُبّك ذاته في قلبي لن يتزعزع وإن هزّته زلازل الحياة ، لن تُنسى وإن فنيتُ أنا ، ستبقى راسِخاً في ذهني ، وسيبقى قلبي منتظراً رجوع دقّاته مع رُجوعك ، رُغم أنّ رجوعك مُستحيل ولكن حبّذا الأمل ، أحببتُ جِدار الذِكرى لوُجودك عليه ، ولكنكَ كُنت الذّكرى الأليمة بين كُل الذّكريات المُفرحة ، حتى وأنتَ "ذِكرى" ستبقى فريداً مُختلفاً عن الغير في ناظري.

بدأ الجِدار بالتصدّع حالما علقتُ صورتك عليه ،علّه لم يتحمّل وجود ذِكرى عظيمة بألمها كذِكراك ! ألمُك بدأ بتَكسير الجِدار ، ألمُ ذِكراك عبءٌ ثقيل ، لا يتحملهُ أحدٌ سِواي


جدارُ الذّكرى "قبل التصدُّع"..

تعليقات

المشاركات الشائعة