فراق الكِتابة.
بينَ طيّات الليل اختبَأتُ
مع صديقي المُقرّب ، اختبأت حتى أستطيع مُمارسة طُقوسي لوحدي ، دون مُضايقة من بني
البَشر..
11:00| وقتي الُمفضل ، أنا وطقوسي الرّوحانيّة..فتحتُ كتابي الأسود ، على الصّفحة الأخيرة ، وكانت صفحاتُ ذلك الكتاب هي أيامُ عمري ، فأظنُّ أن اليوم هُو آخر يومٍ في حياتي ، إذاً يجبُ عليّ أن أتمّ نذري قبل مُنتصف الليل ، وإلا فجحيمُ الكتابة تنتظرُني..
فتحتُ قلمي ووضعتهُ على الورقة ، لوهلةٍ ارتبكت ، لم أدرِ ما أكتب ، بقي القلم على الورقة حتى غرق بعضُها بالحبر الأسود ، سواد الليل ، سواد الكتاب ، سواد الحبر ، وسواد الورقة ، سوادٌ في سواد..
حاولتُ أن أُنقذ ماتبقى من الورقة ، فإنّني لن أجعل يومي هذا يذهبُ هباءً منثوراً ، تمكنتُ من الكِتابة على الورقة فكتبت ، ثمّ توقفت لوهلة ، أحسستُ بالضعف ، أحسستُ بفُقدان اللّغة ، علّ هذه أول العلامات ، سجدتُ للإله راجيةً اللغة "آتني لُغتي يارب اللّغة"..حتى تمكنتُ قليلاً ، شعرتُ ببعض القوّة من جديد ، فرُحت أُكمل ما بدأت..
11:47| كُل ما لديّ قد كُتب ، ولكنّني لا أدري كيفَ أُنهي الأمر ، حتى سمعتُ نداءً من السّماء "الكتابة ، البعث" ، فتذكرتُ أنّني قد أقسمتُ بأن أكتُب حتى أُبعث ، فكتبتُ في نهاية الورقة "وها أنا قد تمسّكت بقسمي ، وكتبتُ حتى آخر قطرة حبرٍ لدي"..
12:00| عندما حان الوقت قد ارتعبت ، لم أرتعِب من الموت ، بل مِن فراق الكِتابة ، فهو كفراق الرّوح بل واللهِ أشد!
فجأةً ، اختفى قلمي ، بحثتُ عنه ولكنّه اختفى ، ثُمّ غرقت الأرضُ بحبرٍ أسود ، وكُنت على وشك الغرق أيضاً ولكنّني وجدتُ عُمري|كتابي يطفو على الموج فتمسّكتُ به ، ثُمّ فتحتُه ، فإذا بشُعاع نورٍ ينبعثُ منه ويخترق صدر السّماء ، نورٌ قد يُؤدي إلى فُقدان البصر ، "أنتِ حُرّة ، كاتِبة ، لكِ عُمرٌ جديد لتكتُبي فيه ، ًوالآن هيّا اكتُبي إلى حين تُبعثين ، من جديد.
![]() |
اخترق النّور صدر السّماء |
تعليقات
إرسال تعليق