حلم الرّبيع.





في الساعة ٣:٠٥ عصراً ؛ فتاةٌ تتجولُ بينَ الوُرود المُتفتّحة ، بالكادِ تَراها على هيئة البَشر ، مِن بعيدٍ تَبدو وكأنها فردٌ مِن سرب الوِرود ، اقتطَفت زَهرةً وَردية اللّون ، كوَجنتَيها تَماماً ، ثُم أخذت أُخرى بيضاء ، بِبياض بَشرتِها ، وبَعد ذلك استَحوذَت على وردةٍ زرقاء كسماءِ عينيها ، و في الآخر اقتَلعت مِن بينِ أحضان العُشب قَلب الأرض ، وردةً حَمراء تَجذُب النّظر لها و إن كُنت تبعُد آلاف الأميال ، حمراء بلونِ الدّم ، كشَفتيها تَماماً ، ماجَمعتهُ مِن وُرودٍ هو ماجَمعتهُ مِن نفسها ، اقتَطفت نفسها كَوردة ، ثُم اختَفت عَن الأنظار ، حتى وصلَت لِوادٍ ذا سوادٍ مُخيف ، و كأنهُ مِن عالم آخر ، وكأنَ الرّبيع لَم يصِل إليه ، مشَت بين حُقول الوادي حتى وصلَت إلى شجَرة تصلُ فُروعها إلى السّماء ، اقتلعَت ورقة ، كَتبت أمراً ما ، ثُم وضعتها جانِباً ، وضعت الزُّهور أرضاً ، ثم هدهدَت عليها بَعضَ الرّمال ، و أخذت بِصخرةٍ وحفرت عليها "حُلم الرّبيع" ثُم وضعتها فوق كَومة الرِمال ، كشاهِد قبرٍ تماماً ،فجأةً بدأت تلكَ الفتاةُ الملائكية بالتَلاشي ، رُويداً رُويداً حتى أصبحت عدماً ، كانَت الوُرود هي الفَتاة ، دَفنت الفتاة نَفسها بدفنِ تلك الوُرود ، انتَحرت بطَريقةٍ "رَبيعية"..

المَكتوب في الرّسالة :

أعلم أن قِصتي ستَصِلكُم يوماً ما ، فإليكُم وصيتي ، التَزموا بأحلامِكُم ، تمسكوا بِها ، فأحلامُكم هي انتُم ، تخَليتُ عن حُلمي قليلاً فمُت ، لا تَتخلوا عنهُم أبداً ، فالتَخلي عنها سيجبُركم على الإنتحار ، مِثلي تماماً ، كونوا ماتُريدون ، ماتحلُمون ، كونوا أنتُم ، لا يغُركم الرّبيع بازدِهاره وجَماله وعودةِ الحَياة فيه، فها أنا ذَهبت حياتي فيه ولَن تعود ، لا تَنخدعوا بالرّبيع ، و كوّنواً ربيعاً دائِماً لأنفُسكم بتحقيق أحلامِكُم..
وصيّة,,

تعليقات

المشاركات الشائعة