القاتل والمَقتول.
انتشرت عادةُ القتل في العالم هذا ، وطُرقه أيضاً ، ومن أعظم الطرق هي تلكَ الطريقة التي يُقتل فيها الإنسانُ بالخفاء ، التي يُقتل فيها دون دمٍ وأثر ، غريبةٌ تلك الطريقة ، فالمقتول يبقى حيّاً رُغم قتله!
ذلك القاتل عديم الرّحمة ، القاتل الذي يجب أن يكرّم على دقته وعظمته في قتله. الكاتب هو قاتلنا المقصود ، القاتل الرّحيم العديم الرّحمة ، الذي يقتلُ الناس دون أثر ، ودون أن يلمسهم حتى ، هو ذلك القاتل الذي يقتلُ بالكلمات ، يستخدمُ الألف سكيناً للنّحر ، واللامَ منصة الشّنق ، يجعل الضحايا مُتدلين على الراء ، وآخرين مَلقيين على العين ، يستخدم النقاط تشويهاً وكأنّها دم ، ليُقلل وحشية قتله..
ولكن لايمكن أن نُلقي اللوم على الكاتب ، فهو لا يتجرأ على أحد ، هو يضعُ الجريمة كلها بين كلماته ويجهزها كمكيدة ، القارئ هو من يَضع نفسه في موقف الموت هذا ، القارئ هو من أخذ الكتاب ، هو من قرأه ، وهو من ورّط نفسه وتعمق بالكلمات.
القارئ عندما يريد أن يكون قارئاً ، يجب أن يهيئ نفسه للميتات المتتالية ، أن يعتاد الموت ، يجب أن يُدرك ما صعوبة أن تكون قارئاً ، وأن يضحي بنفسه ، يجب أن يعلم بأنه سيموت ويترك جزءاً منه في كل كتاب ، هكذا القارئ ، مقتول ، ضحيّة ، مضحي..
ولكن ، بعض القراء يُنقذون أنفسهُم من الموت بالسفاهة ؛ فالكُتّاب يختارون ضحاياهم إختياراً دقيقاً ، ومن أول صفات الضحيّة : الفطنة ، التمثيل ، التضحية.
يجب أن يكون القارئ ذكياً ليكون ضحيّة الكاتب ، ذكياً كفايةً ليتمكن من التعمق وفهم الأُحجيات التي وضعها الكاتب بين الأحرف ، ليستطيع حل الألغاز ، وكي يتمكن من الوُصول لشعور الكّاتب الصادق المُؤلم.
يجب أن يتمكن القارئ من التمثيل ، لأن من شروط الضحية القدرة على التمثيل ، فالقارئ يُقتل قلباً وروحاً ونفساً وشعوراً ، ولكنه يبقى حيّاً بالجسد ، يجب عليه أن يتقن التمثيل كي يقتنع الآخرون بأنه لا يزال حيّاً رغم موته ، حتى يستطيع أن يبتسم رغم أنّ الإبتسامة تصدّع روحه وتشقّ وجهه.
القاتل الكاتب رحيم ، فهو لا يختار الضحيّة ، بل الضحيّة تختاره ، لا يقبلُ بقتل ضحيةٍ ترهبُ الموت ، هو لا يقتل غير الضحايا التي تتقبل الموت وتريده ، التي تُضحي بنفسها من أجل المشاعر..
رغم وحشية قتله إلا أنّ الرحمة أساس الكاتب ، يقتلُ الكاتب القرّاء لينعموا بحياة أفضل ، حياة مابعد الموت الرّوحيّ ، الجزاء الذي لا يحصل عليه سوى المضحيّ..
ذلك القاتل عديم الرّحمة ، القاتل الذي يجب أن يكرّم على دقته وعظمته في قتله. الكاتب هو قاتلنا المقصود ، القاتل الرّحيم العديم الرّحمة ، الذي يقتلُ الناس دون أثر ، ودون أن يلمسهم حتى ، هو ذلك القاتل الذي يقتلُ بالكلمات ، يستخدمُ الألف سكيناً للنّحر ، واللامَ منصة الشّنق ، يجعل الضحايا مُتدلين على الراء ، وآخرين مَلقيين على العين ، يستخدم النقاط تشويهاً وكأنّها دم ، ليُقلل وحشية قتله..
ولكن لايمكن أن نُلقي اللوم على الكاتب ، فهو لا يتجرأ على أحد ، هو يضعُ الجريمة كلها بين كلماته ويجهزها كمكيدة ، القارئ هو من يَضع نفسه في موقف الموت هذا ، القارئ هو من أخذ الكتاب ، هو من قرأه ، وهو من ورّط نفسه وتعمق بالكلمات.
القارئ عندما يريد أن يكون قارئاً ، يجب أن يهيئ نفسه للميتات المتتالية ، أن يعتاد الموت ، يجب أن يُدرك ما صعوبة أن تكون قارئاً ، وأن يضحي بنفسه ، يجب أن يعلم بأنه سيموت ويترك جزءاً منه في كل كتاب ، هكذا القارئ ، مقتول ، ضحيّة ، مضحي..
ولكن ، بعض القراء يُنقذون أنفسهُم من الموت بالسفاهة ؛ فالكُتّاب يختارون ضحاياهم إختياراً دقيقاً ، ومن أول صفات الضحيّة : الفطنة ، التمثيل ، التضحية.
يجب أن يكون القارئ ذكياً ليكون ضحيّة الكاتب ، ذكياً كفايةً ليتمكن من التعمق وفهم الأُحجيات التي وضعها الكاتب بين الأحرف ، ليستطيع حل الألغاز ، وكي يتمكن من الوُصول لشعور الكّاتب الصادق المُؤلم.
يجب أن يتمكن القارئ من التمثيل ، لأن من شروط الضحية القدرة على التمثيل ، فالقارئ يُقتل قلباً وروحاً ونفساً وشعوراً ، ولكنه يبقى حيّاً بالجسد ، يجب عليه أن يتقن التمثيل كي يقتنع الآخرون بأنه لا يزال حيّاً رغم موته ، حتى يستطيع أن يبتسم رغم أنّ الإبتسامة تصدّع روحه وتشقّ وجهه.
القاتل الكاتب رحيم ، فهو لا يختار الضحيّة ، بل الضحيّة تختاره ، لا يقبلُ بقتل ضحيةٍ ترهبُ الموت ، هو لا يقتل غير الضحايا التي تتقبل الموت وتريده ، التي تُضحي بنفسها من أجل المشاعر..
رغم وحشية قتله إلا أنّ الرحمة أساس الكاتب ، يقتلُ الكاتب القرّاء لينعموا بحياة أفضل ، حياة مابعد الموت الرّوحيّ ، الجزاء الذي لا يحصل عليه سوى المضحيّ..
 |
| الجريمَةُ دائماً تحدثُ في الكتاب ، وتختبئ خلف الأحرف.. |
تعليقات
إرسال تعليق