الفراق وحزني.
أنامُ صافِية الذُهن ، مُرتاحة البال ، ثُم استيقظُ في مُنتصف الليل و النّاس كُلهم نيام ، أستيقظُ و العبرَةُ قد ملأت عيناي.. كُتمت أنفاسي ، لا أستطيع الحَراك ، لا أستطيعُ فعل أي شيء سِوى أن أبكي ، أن أبكي حتى يُحرق قلبي الذي بينَ أضلُعي ..
استيقظتُ لأنني كُنت على وشكِ الموت ، كانت أنفاسي قد انقطعت و أنا نائِمة ، و أحسستُ برأسي ينفجر ، و قلبي ينبض بشدة لدرجة أنه قد وقع!!
وقعَ في حُفرةٍ شديدةِ العُمق ، لم أعد أراه ، بقيتُ دونَ قلب ، و هذِه كانَت مرحلة موتي الأُولى.. وقفتُ على ربوةٍ أبحثُ عنه ، لعلني أجده ، ولكِن ظني قد خاب و لم أجده ، فأسقطتُ نفسي في تِلك الحُفرة بحثاً عنه , وكانت هذه مرحلة موتي الثانية..
حينَما سقطتُ تألمت،و كُنت كُلما أسقطُ أكثر يزدادُ ألمي،حتى وصَل إلى مرحلةِ النَحيب،بدأتُ بالبُكاء،و مع كُل دمعة ألمي يتضاعف،حتى وهنتُ أنا , و كانَ السُقوط العميق المُؤلم المُبكي ، مرحلة موتي الثالِثة..
حتى رأيتُ شخصاً آخر قد انظَم لسقوطي ، شخصاً يسقُط معي ، لَن أشعُر بالوِحدة و الألم بعد الآن ، هُناك من يُؤنسني!! التفتُ ناظِرةً إليه ، فإذا برجُلٍ يحملُ سيفاً مُقوساً كالراء و سيفاً آخر مستقيماً كالألف.. وقال لي : ” أنا الذي يقع سيفيَّ بين بدايتي و نِهايتي ، و البداية النِهاية توأمٌ المُختلف بينهما (نُقطة)”..
إنهُ الفراق!! الفاء و القاف توأم و الفرقُ بينهُما نُقطة و الراء و الألف هُما السيفين اللذين يقعان بين البداية و النِهاية! شهَر سيفَه ، أراد قتلي ، تحملتُه طوال أيام حياتي و صبرتُ على تعذيبه لي ليلاً و نَهاراً ، ولكنهُ أرادَ قتلي غدراً ، غدرَ بي , ركضتُ سقوطاً أحمي نفسي مِن سيفه , سقطتُ على الأرض أخيراً , ولكن الآن لا مجال للهَرب , لا فِرار مِن قتله , أبيتُ الإستسلام , ركضتُ حتى تعثّرت بصَخره فسَقطتُ على وجهي , أتى الفِراق مُستعداً لقتلي..
رأيتُ خيالاً يشبحُ أمام عينيَّ , أتى ذاك الفارِس فبرَز للقِتال , بارزَ الفِراق ذاك الفارِس حتى فارقت روحُه الدُنيا , فارَقنا الفُراق , مات الألم معه.. اقترَب إليّ ذاك الفارِس , وضع سيفه في غُمده , أردتُ شُكره ولكنهُ أسكتني و قال : أنا الذي ربيتيني حتى كبِرت , أنا ابنُكِ الصغير الذي كُنت تُدارينهُ طول حياتِكِ , أنا الذي كانَ الجَميع يقول لكِ عني : “أنتِ كئيبةٌ بوُجوده ابعديه” , ولكنكِ أبيتِ أن تترُكيني , أنا المُلازِم لكِ , أنا حُزنكِ..
![]() |
حُلمٌ مُميت.. |
تعليقات
إرسال تعليق