تبرير..

عِندما أُمسك بالقلم ، وأُحاول التِقاط تلك الفِكرة ، المُقدّر لها أن تُرسل لعالم البشر ، عِندما أُحاول ترجَمتها ، وعِندما تكونُ الكلِمة المكتوبة تُرجمان المشاعر الوحيد ، عِندما تكونُ الكلمة هي حلقة الوصل الوحيدة بيني وبين العالم ، عِندما تُغرقني الكلمة بالأمل ، وتُبشّرني باستمراريّة وجود الخير في هذا العالم رُغم وحشيّته ، هُنا تكونُ الكلمة مُنقذة ، كالسّراب في عينيّ امرئٍ عطِشٍ في الرمضاء ، كرسولِ رحمةٍ أُرسل ليُخرج النّاس من الظُلمات إلى النّور ، كوابلٍ يهطلُ على أرضٍ قاحلة بعد مُرور سنينٍ جافّة ، الكلمةُ أمل ، أملٌ لا يُفنى..

أُحاول إغراق كِتاباتي بالأمل ، لأُشعر النّاس بأن العالم لا زال بخير ، وأنّ يوماً ما سيُنفى الظالم ويُقتل السّارق ويُحاكم العديمُ الإنسانية ، سيأتي ذلك اليوم الذي ستُقلب فيه حالتُنا رأساً على عقِب ، سيأتي اليومُ الذي سيكون فيه العالمُ مكاناً أفضل ، سيكون العالم قابلاً للعيش فيه.. أغلبُ كلِماتي تأبى نقل الأمل ، تقول لي بأن العالم هذا لن يتغيّر ، تُحاول اقناعي بأنّ فكرة الأمل هذه ليست سِوى وهمٍ وحلمِ نُحاول العيش فيه ، كلماتي تُعارضني ، وتُقلّص الأمل فيني يوماً بعد يوم..

رُغم تشاؤم مُعظم كلِماتي وعدم تقبُلها لرأيي ، لا زلتُ أملكُ بعض الكلمات المُتفائلة ، المُفعمة بالحياة ، التي تنامُ على أملٍ بغدٍ أجمل ، ولكنّ كلماتي هذه خجولة ، لا تُحب الخُروج للملأ ، تُفضل العُزلة والبقاء في داخلي حيثُ أُخبّئ الأمل هُناك..
لذلك ، عُذراً إن زُدتكُم تشاؤماً أو كُرهاً للحياة ، عُذراً إن أغلقتُ نوافذ الأمل ، لم أكُن أقصدُ ذلك ، ولكن التمسوا العُذر لكلماتي..

تعليقات

المشاركات الشائعة