ناكرٌ لفضل الإله..

تدعوني في اليوم خمساً ، وفي كلّ مرةٍ من هذه المرات الخمس تُعيد المناداة ستّ مرات "حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ` حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ` حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل" ، وأنا أتجاهل وأتكاسل ، وأُقنع نفسي بأنني سألحق على نِدائك بعد أن أُتمّم عملي الذي أظنّ بأنه مهم ، أُقدّم هذه الدّنيا عليك ، وأجعل لعملها أهميةً أكثر من عِبادتك..
لستُ أدري كيفَ سأَستقبلُ صحيفة أعمالي في يومٍ تبيضُّ فيه الوُجوه وتُسودُ ، وأنا في أيامي السّالفة كُنت أُولي عن نِداء الرّب العظيم احتِجاجاً بالدّنيا الفانية ، سامِحني يارب حين أتجاهلُ نِداءك..
"وإنّك تدعوني فأُولّي عنك.."

تتفضلُ عليّ بالنّعم الجزيلة ، ولاتَردّ لي دعوة ، وأردّ لكَ الجميل بمعصية وذنب ، وكأنّ هذا ما يُرضيك ، وأُعاود التّكرار مراراً وأنتَ لا تكُف عن الإنعام عليَّ ياكريم ، فسامحني يا الله حين أُخطئ وأتجاهلُ نعمك الكثيرة لاهياً بمساوئ الدّنيا ، قد أبدو وكأنني أبتعدُ عنك ، ولكنني لستُ سوى جاهلٍ بحقك ، مُتناسٍ لكرمك..
وكم صبرت يا إلهي على عبدكَ اللئيم الجاحد النٌاكر لفضلك..
تتوددُ إليَّ بنِعمائك فلا أقبلُ منكَ وأُكمل العيش ناكراً لفضلك ، العفو مولاي..
"وتتودد إليَّ فلا أقبل منك.."

تراني غارِقاً بالهُموم , أتحسّرُ على  يومٍ وُلدتُ فيه , وأكره حياتي , تُحيطني الحياة بمصائِبها فأكتئِب , أبكي , أموت , تُغلقُ جميعُ الأبوابِ في وجهي سوى بابٍ واحدٍ , بابٍ لم أًفكر باللجوء له أبداً ,  بابُكَ أنت , أيأسُ من العالم ومن الجميع , فتمسح عليّ برَأفتك , وتُهوّن عليّ مصائبي حتى تُمحى جميعها , وأعودُ كما كُنت نقيّاً من الحُزن.
أنتَ مُنقذي , أنت الحنونُ عليّ , ولكنني حالما اتخلصُ من نوبة الحُزن هذه , استكمل حياتي , مُتناسياً حنيّتك وفضلك , ألتمسُ منك العُذر يارب , اعذُر عبدكّ الجاهل بحقك..
"وتتحننُ إليَّ فأتبغضُ إليك"


 

العُذر يارب العُذر..


تعليقات

المشاركات الشائعة