كهيعص -الجزء الخامس


صاد
--

يوم العاشر ، يوم المُصيبة التي حلّت على ابنة الكرار.

تقف على باب الخيمة ، تشخص نظرها لأخيها الواقف أمام الميدان طوراً وتارةً تبحثُ عن كافِلها ، لتطمئن على خِدرها بسلامته.. تمر لحظات ، يأتي الحُسين محنيَ الرأس مكسور الظهر ، يُسقط عمود الخيمة..
أي زينب ؛ كافلكِ قد عرجَ للسقيِ واللقيا..

هُنا ، بدأت فاجعتها العُظمى.. افتجعت بأبنائها ، أبناء اخوانها ، عائلتها ، وصبرت. ولكن ؛ هذا كافلُها ، روحها التي بين جنبيها ، بدأت فجيعتها بفقده ، ولكنّها كتمت افتجاعها داخلها حتى شابت روحها ، لم تُظهر الدموع خوفاً على الأطفال والنساء. صبرت ؛ من أجلهم..

بعدَ هذا الفقد ، أيقنت أنّها ستُفجع بابن أمها ، وفُجعت حقاً. حالما حُزّ نحره ورُفع على السِنان ، وُكّل الأمر إليها.. تُلوّذ الأطفال بها ، تُصبّر الثكالى ، وتُجالس ابن أخيها العليل..

شبّت نارُ الخيم ، فرّت بالأطفال بعيداً ، وبالعليل والنساء..

وقفت أمام جيوشِ الطُغاة شامخةً أبيّة،كأبيها. تكظمُ الفراق فيها.. تسعى بين الحسين وعباسِها : "أخي إن كُنت حيّاً فأدركنا"..

-
وفي الشام؛
رُغم السّبي لم تضعف.. وقفت أبيّةً تقول : "والله لن تمحو ذكرنا ، ولن تُميت وحينا"
داهسةً جرح الفراق والسبي والفقد ، لتُنقذ دينها..
صبرها رتّل آية الإباء..



نهاية الحكاية : "صبرُ زينب"..
تمّت..

تعليقات

المشاركات الشائعة