شبيهُ النّبي
محرم-60هـ..
أمٌ تنتظرُ ابنَها داخِل الخِيم. تدعو ، تبتهل "يارادّ يوسُف ليعقوب ، ردّ لي الأكبر"
تزيدُ الدعاء انكساراً بدموعها. يستجيبُ لها الرب ، يُردّ ابنها..
يقترب منها ، يُقبّل يديها ، يضمّها ، يُبشّرها بعودته ، وهُو يُحاول التقاط أنفاسه.
هي:تشكُر الربّ في أعماقها على استجابة دُعائها..
يُنادي والده : أبه ، إنّ العطش قتلني وثقل الحديد أجهدني فهل إليّ بشربة ماءَ أقوى بها على الأعداء..؟
بكى والدُه وصبّ الدموع.. :
واغوثاهُ يابُني ، من أين آتي لكَ بالماء؟قاتل قليلاً فما أسرع ماتلقى جدّك فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً..
نهضَ الصبيّ ، ودّع أُمه وعمّاته ، دارَ وجهه ، ابتعد عنهُم وصوتُ البُكاء والأنين يرنّ في أذنيه..
ارتجزَ في الميدان : ".. تالله لا يحكمُ فينا ابنُ الدّعيّ * أطعنكُم بالرُمح حتى ينثني .." قاتل قتال العُظماء ، وتجسدّ بطولة جدّه في الحُروب.. قتل منهم عدداً هائِلاً.. حتى غضب منهُ الأعداء وضجّ له المعسكر.. ارتجل منهم خبيثٌ وقال : عليَّ آثام العرب إن لم أثكل به أباه..
شهَر سيفه ، ضربهُ على هامتِه ، فلقها..
ضمّ الصبيُّ فرسه ليرجع إلى أبيه ، ولكنّ سيلُ دماه قد أعمى الفرس فأخذهُ إلى مُعسكر الأعداء..
"عليكَ مني السلامُ أبتاه ، هذا جدي قد سقاني بكأسه الأوفى.."
صرَخ برفيع الصوت.. رُمي على العراء ، هذا يَطعنه بالرُمح وذاكَ بالسيف وآخرٌ يُكبّر!
سمع والدهُ صوته.. زفَر "وا ولداه.."
سمعت الأم صرخة والده ، عرفَت ، بكَت ، قُتلت فراقاً لولدها "على الدُنيا بعدكَ العفا.."
- بُني علي .. بُني علي..
يُناديه وهو مرميٌّ مقطّعٌ على الفلاة.. فتَح عينيه ، ابتسم ، بكى ، ثُم نامَ من جديد ، نومَ الشهيد الهانئ..
-
نُوديَ بنو هاشم لحمله ، لحمل أشلائه إلى الخيام..
-
وُضع في خيمة الشُهداء ، رأتهُ أُمه ، فُجعت ، ثُكلت ، سقطت مغشيّاً عليها.
أمٌ تنتظرُ ابنَها داخِل الخِيم. تدعو ، تبتهل "يارادّ يوسُف ليعقوب ، ردّ لي الأكبر"
تزيدُ الدعاء انكساراً بدموعها. يستجيبُ لها الرب ، يُردّ ابنها..
يقترب منها ، يُقبّل يديها ، يضمّها ، يُبشّرها بعودته ، وهُو يُحاول التقاط أنفاسه.
هي:تشكُر الربّ في أعماقها على استجابة دُعائها..
يُنادي والده : أبه ، إنّ العطش قتلني وثقل الحديد أجهدني فهل إليّ بشربة ماءَ أقوى بها على الأعداء..؟
بكى والدُه وصبّ الدموع.. :
واغوثاهُ يابُني ، من أين آتي لكَ بالماء؟قاتل قليلاً فما أسرع ماتلقى جدّك فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً..
نهضَ الصبيّ ، ودّع أُمه وعمّاته ، دارَ وجهه ، ابتعد عنهُم وصوتُ البُكاء والأنين يرنّ في أذنيه..
ارتجزَ في الميدان : ".. تالله لا يحكمُ فينا ابنُ الدّعيّ * أطعنكُم بالرُمح حتى ينثني .." قاتل قتال العُظماء ، وتجسدّ بطولة جدّه في الحُروب.. قتل منهم عدداً هائِلاً.. حتى غضب منهُ الأعداء وضجّ له المعسكر.. ارتجل منهم خبيثٌ وقال : عليَّ آثام العرب إن لم أثكل به أباه..
شهَر سيفه ، ضربهُ على هامتِه ، فلقها..
ضمّ الصبيُّ فرسه ليرجع إلى أبيه ، ولكنّ سيلُ دماه قد أعمى الفرس فأخذهُ إلى مُعسكر الأعداء..
"عليكَ مني السلامُ أبتاه ، هذا جدي قد سقاني بكأسه الأوفى.."
صرَخ برفيع الصوت.. رُمي على العراء ، هذا يَطعنه بالرُمح وذاكَ بالسيف وآخرٌ يُكبّر!
سمع والدهُ صوته.. زفَر "وا ولداه.."
سمعت الأم صرخة والده ، عرفَت ، بكَت ، قُتلت فراقاً لولدها "على الدُنيا بعدكَ العفا.."
- بُني علي .. بُني علي..
يُناديه وهو مرميٌّ مقطّعٌ على الفلاة.. فتَح عينيه ، ابتسم ، بكى ، ثُم نامَ من جديد ، نومَ الشهيد الهانئ..
-
نُوديَ بنو هاشم لحمله ، لحمل أشلائه إلى الخيام..
-
وُضع في خيمة الشُهداء ، رأتهُ أُمه ، فُجعت ، ثُكلت ، سقطت مغشيّاً عليها.
-
جلست بجانبه ، مسحت على رأسِه ، قبّلت وجنته المدميّة
تعليقات
إرسال تعليق