فلكُ كربلاء
فلكٌ من رِمال ؛
والأقمارُ تحومُ فيه دورانَ التلبيةِ للنداء ، يحومونُ حول الشَهادة والنجاة ، منادينَ بأشجّ الأصوات "لبيكَ مولاي"!
الأقمارُ تحارب ، ذاكَ قمرٌ مُهشّمٌ يصرُخ "لكَ الفداء" وذاكَ قمرٌ يتلوى على الرغام "لك الحِمى" وأقمارٌ تُحارب هُناك مرتجلةً "لكَ الوِقى"..
ماتَت الأقمار وانطفأت أنوارُها ، وظلَ ذاكَ النورُ وحيداً في ظُلُماتِ المكان ، يحمي النُجوم من ورائه ، ويُحارب من أمامه.
تلكَ الشمس ؛ ظلّت تُدافع وتُحارب حتى سقطَت وتعفّرت بالتراب. جُلس عليها ، وحُزّ نحرها ؛ فانطفأ نورُها..
رُفعت الشمسُ على الرِماح ، فنزفت السماء حُزناً عليها ، وعلمت النُجوم بتشرُدها..
النُجوم المُيتّمة لاذت بالفرار تصرخُ نُدبةً للشمس والأقمار ، تبكي عليهم وتنوح. فرّت الأنجُم في الفلواتِ تتعثرُ مرةً وتسقطُ أُخرى ، حتى شحبَ لونُها وانطفأ بعد كمّ المصائب هذا..
تعليقات
إرسال تعليق