ياصغيري/ملاكي.

مهدُك ياصغيري جنّة..
جنّتُكَ التي حوتكَ
بعدي.
-
وكُنتَ أنتَ الملاكَ الصّغير
صاحب الجنّة هذه
وصاحب القلبِ هذا -قلبي-
-
سُطوعُ الشّمس في وجنتيك
والمُحاق واضحٌ في عينيك
كوني قد تجلى فيك
ياطِفل الجِنان
-
أنتَ السّلسبيل الذي فاض في أرجائي
فسقى ضُموري/موتي حياةً
يا طفلي/سبب حياتي
-
جنّتُك المورِدة ، المخضرّة
أهزّها بيدي -وأنتَ فيها-
تمسُكُ اِصبعي بيدكَ الصغيرة
طالباً إياي أن أُهوّدك/أنوّمك
-
قبلةً على جبينِك الدّافئ
وضمّةً إلى صدري
تبتسم
ثُم أناغيكَ "دلل لول"
كلّ يوم/ هذه مراسيمُ نومِك.
-
حتى أتينا كربلاء..
-
ثلاثةُ أيّام ، بقيتَ دون ماءٍ
ولا لبن ، سامِحني بُني
نسيتَ الاِبتسام ولازمتَ البكاء
-
"دلل لول" ماعادَت تُهديك
ومهدُك ماعاد يَأويك..
-
جنّتك جفّت ، تصحّرت
صارَت فَيفاً حارّاً عطِش
وُروده تحجّرت
شموسه احترقت
وأقماره انشقّت
-
وأنت -ياملاكي-
جافّ الحلقِ
ذابل الشّفاة
مبحوحَ البُكاء
ماعُدت طفلاً.!
-
سلبتكَ كربلاء طفلاً
وردّتلي إيّاكَ شاباً/كهلاً
بجسد طفل.
-
ولأنّك كبِرت الآن
في غضون ثلاثة أيام
قرّرت أن تبرُز للقتال
أن تُقتل دون الغريب
دون الوحيد -أبوك-
-
أعطيتُكَ إيّاه ليطلب لكَ الماء
فانتهزتها فرصةً لتستشهد..
بكيتَ حتى أبكيتَ العدى
-
احتاروا ، انقسموا نصفين
اسقه/لا تسقه
فأتت نبلةُ اللعين حرملة
في منحرِك
من الوريد إلى الوريد
-ثُكِلت.-
-
رُددت إليّ منحوراً مقتولاً
مرويّاً بدماء منحرِك
الدماء التي تبرّكت بها
حتى أملاك السّماء
-يا واحداً منهم-.
-
قبلةً على جبينكَ البارد -برود الموتى-
رغم أنّك حي.
وضمّةً إلى صدري ، لتتلطّخ عباءتي
بقليلٍ من عطرك/دمّك.
كُنت مبتسماً..
ثمّ أناغيكَ "دلل لول"
هذه كانت -مراسيم رحيلك..-
-
هناكَ أمرٌ ناقص..
المهد
هُزّ فارغاً من ملائكيّتك..
لا زلتُ أهزّه ب"دلل لول"
منتظرةً إيّاك
أن تأتي مرويّاً..
ناسيةً أنّ مهدك الآن خيمة الشُهداء..

تعليقات

المشاركات الشائعة