كهيعص -الجزء الثالث


 ياء
--
عدوّ الله ورسوله وآل بيته

لم يقبل السبط مُبايعته , فأمر بقتله! ويح قومٍ باعوا رضا الله ببخس الدنيا.

الرابع من صفر سنة واحد وستون من الهجرة.

علِم بوصول السبايا المُخدّرات للشام , زيّن القصر , وتجلبب رداء الفرح , اجتمع بأصحابه , جلس على كرسيه , وانتظر.

دخل عليه لعين , بشّره بوصول الرؤوس والسبايا " هاتيك أجسادهم مجرّدة وخُدودهم معفّرة , تصهرهم الشّموس , زوارهم العقبان والرخم." استنكر ابن الدعيّ فكرته الشنيعة هذه واتهم بها غيره. "قد كنت أرضى طاعتكم دون قتل الحسين." "قد زرع عُبيد الله عداوتي في الناس"

يقولُ هذا وهُو من استبشر بوصول بنات رسول الله سبايا مضروبات مسلوبات. يقول هذا وهُو من رأى الرؤوس من بعيدٍ فأنشد قائلاً :

لما بدت تلك الحمول تلك الشموس وأشرقت على ربى جيرون

نعب الغرابُ فقلت صح أو لا تصح فلقد قضيت من الغريم ديوني

 
هو الذي أمر بكُل هذا ليأخذ الثأر من رسول الله لقتله أجداده.. "وعدلنا قتل بدرٍ فاعتدل" . أويسمى قاتل ريحانة الرسول مسلماً؟

ثُم وضع رأس السبط الشريف في طشتٍ من ذهبٍ أمامهُ فقال : "ياحسنه يلمع في اليدين .. يلمع في طستٍ من اللجين"

 

تقفُ السبايا أمامه , تُغضبه خطبة الحرّة الأبيّة "والله لن تمحو ذكرنا"

يستشيطُ غضباً , يأمرُ بخيزرانٍ , يضربُ به ثنايا الرأس الشَريف ضاحكاً ينشد "ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا" لا يولي اهتماماً لصراخ الأطفال وجزعهم..

لا يكتفي بذلك , يسكبُ الفقاع على رأس ابن بنت رسول الله , فتأخذه امرأتُه وتغسله بالماء والورد. يصلبُه على باب داره , مُفتخراً بقتله لابن الرسول الطاهر المطهّر..
 
هو الذي أمر بكُلّ هذا , يّزيدٌ هو والله , لا أحد سواه.
 

تعليقات

المشاركات الشائعة